Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

حركة طالبان تحثُّ على تشجير البلدان!!

الحبر الأصفر

A A
أَستَيقظُ كُلَّ صَبَاحٍ، ثُمَّ آخَذُ جَولَةً عَرفجيَّةً عَلى الصُّحفِ العَربيَّةِ،أَتصفَّحُ بسُرعَةٍ أكثَرَ مِن مَئةِ صَحيفَةٍ لسَببين: السَّبَب الأوَّل، لكَي أُغذِّي أَفكَاري، أمَّا السَّبَب الثَّاني، فلكَي أَلتَقطُ فِكرَةً أَو خَبرًا، يَتَّفقُ مَع خَطِّي المَعرفيِّ والثَّقَافيِّ والاجتمَاعيِّ، لأُعلِّقَ عَليهِ إمَّا كِتَابةً فِي هَذه الصَّحيفَة، أَو دَرْدَشةً فِي بِرنَامج #يَا_هَلا_بالعَرفَج، الذي يَظهَر عَليكُم كُلَّ أَربعَاء، فِي السَّاعة الثَّامِنَة مَسَاءً، عَلَىشَاشَةِ رُوتَانَا خَليجيَّة..!

ولكَي أَربُطُ كَلامي بالوَاقِع، إليكُم هَذا الخَبَر،الذي أَعتَبرُه قَفزَةً نَوعيَّةً في التَّفكير عِند حَركة طَالِبَان، وقَد تَنَاقلته وكَالاتُ الأنبَاء العَالميَّة كَمَا يَلي: (كَسَر الزَّعيمُ الجَديدُ لحَركةِ طَالِبَان فِي أَفغَانستَان، «المُلَّا هِبَة الله أخوندزاده»، صَمتَه برِسَالَةٍ لَم يَعهدهَا الأفغَانُ مِن الحَركَةِ، يَدعوهم فِيهَا إلَى «حَملةِ تَشجيرٍ »، بمُنَاسبةِ حلُولِ الرَّبيع، الذي يَتمُّ الاحتفَالُ بِهِ بَعد 4 أَسَابيع). وقَال «أخوندزاده» فِي رِسَالته: (مَع اقترَابِ الرَّبيع، نَدعو الأفغَانَ إلَىزَرع شَجرَةٍ أَو أَكثَر، سَوَاء كَانت مُثمرَةً أَم لَا، مِن أَجلِ الأَرض، وتَمجيدًا لاسم الله سُبحَانه وتَعَالَى)، مُضيفًا: (إنَّ الأشجَارَ تَلعبُ دَورًا مُهمًّا فِي حِمَاية البيئَة، والنّموِّ الاقتصَاديِّ، وإضفَاء الجَمَال عَلَى الأَرض)..!

ولَم يُفوِّت المُتحدِّثُ باسم وزَارةِ الدَّاخليَّة الأَفغَانيَّةفُرصة الرَّدِّ عَلى هَذه التَّصريحَات، خصُوصًا أنَّ طَالِبَان مَعروفَة بهَجمَاتها واعتدَاءَاتها، أَكثَر مِن حُبِّها للطَّبيعة، باستثنَاء زِرَاعة الخُشخَاش -المَادة الخَام للمُخدَّرات- التي تُؤمِّن الجُزءَ الأَسَاس مِن مَدخُولهَا، حَيثُ قَالَ المُتحدِّثُ «صديق صديقي» فِي تَغريدةٍ لَه بـ»تويتر»: (ليَبدأوا أَوَّلاً بالتَّوقُّفِ عَن زَرعِ المُتفجِّراتِ، التي تَقتلُ عَددًا كَبيرًا مِن الأفغَانِ يَوميًّا، بَينهم نِسَاء وأَطفَال)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَولُ: عِندَمَا ظَهرَتْ حَركة طَالِبَان، وتَبنَّتْ مَفهُومَيْ «التَّفجير والتَّدمير»، واحتَضَنَتْ «أُمَّ الشّرورِ» القَاعدة، انتَقدهَا النَّاسُ بشِدَّة، فهَل يَا تُرَى وهي تَتبنَّى الآن مَفهُومَيْ «الزِّرَاعَة والتَّشجير»، تَسعَى إلى مُصَالحةِ الشَّعبِ الأفغَانيِّ، وكَسب ثِقتِهِ لأسبابٍ سِيَاسيَّةٍ، أَمْ مُؤشِّر عَلَى أنَّها بَدَأت -بالفِعل- تُرَاجِع نَفسها، وتَتخلَّى عَن مَفهُومَيْ «التَّفجير والتَّدمير»..؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store