الاحتفاء بأسابيع المرور في السنين الماضيات كان يحفل كثيراً بالتوعية المرورية، وكان للتوعية صدى لدى السائقين، وكان لها تقبل، ولعل كثيراً منا يذكر التوعية بربط حزام الأمان (الذي يقول المروريون: إنه يمثل 75% من السلامة عند الحوادث)، فقد كان رجل المرور يقف عند الإشارة ليوجه السائق لربطه إن لم يكن فاعلاً دون عقوبة، وقد أنتجت تلك الحملة، لكن عدم صرامة المرور في تطبيق الجزاء على المخالف دفع كثيراً من السائقين إلى التساهل فيه، ولعلي أذكر النجاح الذي كان لأسابيع المرور إبان فترة تولي الفريق محمد بن رجاء الحربي (رحمه الله) الإدارة العامة للمرور.
في الاحتفاء بالأسبوع الخليجي للمرور هذا العام برزت إحصاءات عن الحالات المرورية، منها أن الحوادث المرورية تكلف الدولة اقتصادياً (20) مليون ريال سنوياً، ومنها أن عدد المصابين في الربع الأول من 1438هـ، انخفض (1700) حالة موازنة بالربع المماثل من العام الماضي، ومنها أن عدد الأموات خلال عشرين عاماً بلغ مئة ألف أي خمسة آلاف سنوياً ولكن إحصائية أخرى قالت: إن الحوادث حصدت عام 1437هـ أكثر من (6) آلاف، ومن المؤسف أن بلادنا يشار إليها في وسائل الاتصال أنها الدولة الأولى في حوادث المرور، وللأسف أيضاً أن أكثر المصابين هم الشباب عماد الوطن وبناة حاضره ومستقبله.
إن الدرجة التي وصلت لها حوادث المرور والمخالفات الكثيرة، تجاوزت التوعية، فلا يوجد من يجهل المخالفة، فالمسرع سرعة متهورة وعاكس السير وقاطع الإشارة والمكلّم بالجوال وغير ذلك كلهم يعرف أنه مخالف وأن ضحايا الحوادث بالآلاف ولكنهم يخالفون عن عمد!!.
أسبوع المرور الآن ينبغي أن يتحوّل إلى أسبوع محاسبة وأَخْذٍ على يد كل متهور، فأكبر رعب في الطرق والشوارع للسائق والماشي هو توقع حادث مروري من متهور أو مراوغ في أي لحظة، فالتوعية فات زمانها ولن يحدّ من سيل الوفيات والإعاقة إلا الصرامة والحزم في تطبيق النظام بنزول رجال المرور للشارع ومحاسبة كل متهور، حفظاً للأنفس وللأموال المهدرة، فالتوعية تكون لمن يجهل النظام أما من يتعمد المخالفة وتهون عنده النفوس والأموال فلا يردعه إلا تطبيق النظام باستمرار دون توقف، ولن يوقف الهدر للنفس والمال مخالفة عدم حمل رخصة قيادة أو رخصة سير فأكثر من يضرب بالنظام عرض الحائط معهم ذلك، ولكن من أمن العقوبة هانت عنده أرواح الناس وأموالهم.