حدد العلماء والفقهاء والمفكرون المشاركون في المؤتمر الدولي "الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومُحكمات الشـريعة" 15 سببا للفكر الإرهابي المعاصر، ودعوا الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية في العالم الإسلامي إلى احترام رابطة الدين والتعايش على هديها، والتزام أدب الإسلام وهديه الرفيع في الحوار والبيان العلمي والفكري، والحذر من ازدراء أتباع المذاهب الإسلامية وأسباب النزاع وإثارة النعرات المذهبية والطائفية، وتجريم هذا العمل تحت طائلة المساءلة القضائية.
واعتبر البيان الختامي للمؤتمر أن المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب المرتكز الرئيس لاجتثاثه من جذوره، وأن المواجهات العسكرية مع أهميتها البالغة في درء خطر الإرهاب لا تحسم المعركة النهائية معه، وأن كيان الإرهاب هو عالم افتراضي واسع لا نطاق جغرافي محدود، وأن كثيرا من عملياته الإجرامية تتم بتمويلات زهيدة يسهل الحصول عليها، ومع ذلك فما يساعد في السيطرة على موارده مراقبة التحويلات المالية مع تقليص التبادل المالي التقليدي عن طريق خيارات التبادل بالبدائل المصرفية الحديثة.
وطالب البيان بترسيخ القيم العليا في الإسلام الداعية إلى المحبة والبر والتسامح والتعايش والوئام، والحيلولة دون أسباب النزاع والفرقة والكراهية، ومن ذلك تفهم سنة الخالق جل وعلا في الاختلاف والتنوع والتعددية، والحفاوة بتعدد المدارس الإسلامية في سياق عطائها العلمي والفكري المشروع، واعتباره من مظاهر سعة الشريعة الإسلامية وعالميتها ورحمتها بالعباد.
وتلا البيان الختامي الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي الدكتور صالح المرزوقي.
وكانت الرابطة ممثلة في مجمعها الفقهي الإسلامي قد نظمت المؤتمر برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في مقر الأمانة العامة للرابطة بمكة المكرمة في الفترة من 20-22 جمادى الآخرة الجاري بحضور جمع من كبار علماء العالم الإسلامي ومفكريه ودعاته.
وافتتح المؤتمر نيابةً عن خادم الحرمين الشـريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، وألقى كلمة خادم الحرمين الشـريفين التي رحبت بضيوف المؤتمر من كبار العلماء والمفكرين، وعبرت عن معالم مضيئة في موضوع المؤتمر، وثمنها الجميع باعتبارها وثيقة من وثائقه.
من مقررات المؤتمر:
- إعداد مشروع: "القواعد والضوابط الشرعية في الاتجاهات الفكرية المعاصرة"
- ترسيخ القيم العليا في الإسلام الداعية إلى المحبة والبر والتسامح والتعايش والوئام
- دعوة المسلمين إلى احترام رابطة الدين والتعايش على هديها
- الحذر من ازدراء أتباع المذاهب الإسلامية وأسباب النزاع وإثارة النعرات
- تجريم هذا العمل تحت طائلة المساءلة القضائية.
- التصدي للقنوات والوسائل الإعلامية التي تثير مفاهيم الكراهية والازدراء والتحريض
- التحذير من التساهل في التكفير والتبديع والتفسيق.
- توعية الجاليات الإسلامية في البلدان غير الإسلامية باحترام قوانينها وثقافتها.
- توعية الشباب المسلم بخطر الأفكار المتطرفة
- التصدي للرسائل السلبية التي تبثها الوسائل الإعلامية الإرهابية ولاسيما عبر مواقع التواصل
أسباب الفكر الإرهابي المعاصر
1 ـ غياب القدوة وضعف دوره.
2 ـ تنامي ما يسمى بصحوة الشباب المسلم في إزاء ضعف مادتهم العلمية والتوعوية، والانعزال عن المراجع العلمية الموثوقة.
3 ـ إشعال العاطفة الدينية في الأوساط الشبابية من قبل بعض الدعاة بعيدا عن الاستقراء الصحيح للأبعاد الشرعية والسياسية والقراءة الواقعية للأحداث
4. الإثارة السلبية للمشاعر الدينية ضد الآخر في الدين أو المذهب أو الفكر.
5 ـ غياب فقه التسامح والتعايش.
6 ـ غياب فقه الاستيعاب والاحتواء.
7 ـ سلبيات البيئات الحاضنة في التعامل مع المخالف.
8 ـ تجاهل بعض المحاضن الأسرية والتربوية ومنصات الإرشاد مخاطر العقل الجمعي وضعف المواد التعليمية المحفزة للتفكير الحر والمستقل
9 -الجهل بقواعد الشريعة الإسلامية في الترتيب بين المصالح والمفاسد.
10 ـ تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا في بعض البلدان غير الإسلامية وتوظيفها في المزايدات السياسية والإعلامية
11 ـ تجاهل الخصوصيات الإسلامية المنسجمة مع القواعد العامة للدساتير في بعض البلدان غير الإسلامية
12 ـ الكتابات والبيانات التي يصدرها بعض المحسوبين على العلم والدعوة لتعبئة الشعور الإسلامي تجاه قرار أو مشهد بعيدا عن أدب الإسلام وحكمته.
13 ـ البحث عن الذات، والوقوع في مزالق الغرور في سياق أهازيج الإثارة والحماسة وخداع النفس بها.
14 ـ الظروف النفسية والاجتماعية، وإسقاط تحولاتها الخطرة على الدين.
15ـ التباس عدد من المفاهيم الإسلامية ومعنى الجهاد والحاكمية والجاهلية ومفهوم الدولة ودار الإسلام والحرب وغيرها