Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

التنافر والتفاصل من آفات شبكات التواصل

الحبر الأصفر

A A
تَتعدَّد وتَتنوَّع الآثَار السَّلبيَّة؛ التي أَورَثتنَا إيَّاها وَسَائِل التَّواصُل الاجتمَاعي، وهي كَثيرة، ومِن الصَّعب حَصرُهَا، لِذَلك كُلَّما سَمح المَجال لهَذه الزَّاوية، أَخذَت تَتنَاوَل جَانِبًا مِن هَذه الجَوَانِب، لَعلَّ فِي الكِتَابَة عَنهَا مَا يُسَاعد عَلى نَشْر الحَلِّ، أَو تَعليق الجَرَس، أَو مُحَاولة فَهم المُشكِلَة عَلى الأَقَل، وذَلك أَضعَف الإيمَان..!

اليَوم، نَحنُ بصَدَد الحَديث عَن وَسَائِل التَّواصُل الاجتمَاعي، وتَطبيقَات التَّراسُل الفَوري، وأَثرهَا عَلى الزَّوجين فَقَط، ونَقصد عَلى وَجه الخصُوص الأَب «تويتر»، والعَم «فيسبوك»، وابن العَم «واتس أب».. هَذه الوَسَائِل وغَيرهَا أَوجَدَت -إلَى حَدٍّ مَا- شَرخًا وجَدَلاً بَين المُتزوِّجين فِي حيَاتهم الزَّوجيَّة، حَيثُ تَتحوَّل -أَحيَانًا- مِن وَسَائِل تَقَارُب وتَواصُل، إلَى وَسَائِل تَفَارُق وتَفَاصُل..!

وحَتَّى يَكون الكَلَام عِلميًّا، إليكُم بَعض الإحصَائيَّات:

يَقول البَاحث «خالد وليد محمود» فِي كِتَابه؛ «شَبكَات التَّوَاصُل الاجتمَاعي، ودِينَاميكيَّة التَّغيير فِي العَالَم العَربي»: (الدِّرَاسَات تُؤكِّد: تَسبُّب مَواقع مِثل «الفيسبوك»، و»ماي سبيس»، بنِسَب تَفوق الـ20% مِن حَالَات الطَّلَاق، نَتيجَة لرُؤية الشّريك لشَريكته، أَو العَكس، مُهتمًّا بأفرَاد مُعيَّنين دَاخِل الشَّبكَة، أَو نَتيجة لإهمَال الشّريك، مُفضِّلاً التَّواصُل فِي الشَّبكَة، أَو غَير ذَلك)..!

أكثَر مِن ذَلك، نُشِرَت مُؤخَّرًا دِرَاسَة تُبيِّن أَنَّ وَسَائل التَّواصُل الاجتمَاعي، وتَطبيقَات التَّراسُل الفَوري، مِن أَسبَاب ارتفَاع مُعدلَّات الطَّلاق فِي السّعوديَّة، وهُنَاك دِرَاسَات كَثيرة أُخرَى مُمَاثِلَة، وهي مُتوفِّرة لمَن أَرَاد الرّجوع إليهَا عِند الحَاجَة..!

وإذَا التَفتنَا يَمينًا وشمَالاً، سنَكتَشف أَنَّ آفَات شَبكَات التَّواصُل الاجتمَاعي، لَا تَقتَصر عَلَى مُجتمعنَا، فهَا هِي جَارتنا الشَّقيقة «الإمارات»، تُعَاني أَيضًا مِنهَا، حَيثُ (يُقدِّر قِسم التَّوجيه الأُسَرِي فِي دَولة «الإمَارَات»، أَنَّ حَالَات الخِلَافَات الزَّوجيَّة؛ زَادت هَذا العَام عَن 5000 حَالَة، 60% مِنهَا تَتعلَّق بمَواقع التَّواصُل الاجتمَاعي، وانتَهَت 1000 حَالَة مِنهَا بالطَّلاق)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي أَنْ أَختم بفِكرة شَيطَانيَّة لأحَد أَصدِقَائي الخُبثَاء، يَقول فِيهَا: لَا تَلتَفت -يَا أحمد- إلَى الدِّرَاسَات التي تَتَّهم وَسَائِل التَّواصُل الاجتمَاعي؛ بالتَّسبُّب فِي رَفع مُعدَّلات الطَّلاق، فالرَّجُل الذي يُطلِّق زَوجته بسَبَب «الواتس أب»، أَو «تويتر»، كَان يُبيُّت النيَّة للتَّخلُّص مِنهَا، وهو فَقط يَنتَظر أَتفَه الأسبَاب، ويَتصيَّد أَقَل الأخطَاء لتَنفيذ مُخطَّطه..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store