تبرز المبادرات الإنسانية من بعض النجوم العالميين المسلمين لخدمة الدين الذي ينتمون له وهو الإسلام، فبعد بادرة «عمر كاونتيه» في سنواتٍ مضت بشراء قطعة أرض للمسلمين في إشبيليا بإسبانيا لتبقى ذكرى لا تُنسى في سجل هذا النجم العالمي إبان تجربته الاحترافية في إسبانيا، وقد كرر مثل ذلك النجم العالمي المسلم «مسعود أوزيل» الذي كان له بادرة مُشرِّفة على الصعيد الإنساني بعد نهاية مونديال 2014 في البرازيل، وفوز ألمانيا بالمونديال، حيث تبرَّع بالمكافأة المالية المقدمة له من المستشارة الألمانية انغيلا والرئيس الألماني يواخيم غاوك لأطفال غزة الذين يعانون من الحصار، كما بقي أوزيل في البرازيل بعد انتهاء ذلك المونديال لإنجاز وعد قطعه على نفسه ببناء أربعة مساجد للمسلمين هناك، فأوفى بوعده تجاههم. فما قام به كان لفتة رائعة من هذا الألماني المسلم من أصول تركية الذي أنهى معاناة المسلمين ببناء تلك المساجد وأعطاها الأولوية في برنامجه بعد كأس العالم الماضية، وحقيقةً عندما تجتمع هذه الأعمال الإنسانية لدى مثل هذا النجم حتى وإن كان البعض يرى عليه بعض الملاحظات، إلا أنه عندما يقدم على هذا العمل ويُوفي بوعده للمسلمين ببناء المساجد الأربعة في البرازيل، فأنه أثلج صدورهم وأسعد كل مسلم يهمه أمر المسلمين.
فمثل هذا النجم العالمي وغيره عندما يتلمَّسون احتياجات إخوانهم المسلمين عند ملاقاتهم وبذل ما يستطيعون لإسعادهم، فهم يدخلون في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)، وأما أجر بناء المسجد وعمارته فقد أثنى الله سبحانه وتعالى على مَن يُعمِّر مساجده فقال سبحانه (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ). والعمارة شاملة للبناء والعبادة فيه بأنواعها، ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ). رواه ابن ماجه وصححه الألباني. قال السندي في شرحه لابن ماجه: وقَوْله: كَمَفْحَصِ قَطَاة ومعناها (الطير أو الحمام البري) عندما تخَيِّم في المكان وَتَبِيض لِأَنَّهَا تَفْحَص عَنْهُ التُّرَاب، وَهَذَا مَذْكُور لِإِفَادَةِ الْمُبَالَغَة فِي الصِّغَر وَإِلَّا فَأَقَلّ الْمَسْجِد أَنْ يَكُون مَوْضِعًا لِصَلَاةِ وَاحِدٍ إِسْنَاده صَحِيح وَرِجَاله ثِقَات. انتهى.
لذا فإن من يحمل هموم دينه الإسلامي معه، فإنه لن يتأخر عن إعانة إخوانه ومساعدتهم، وذلك سيكون مصدر توفيق له في حياته ومكمن سعادة لا تُوصف، سيجزيه الله سبحانه وتعالى عليها، وأجدها فرصة سانحة للمبادرة من قِبَل اللاعبين الميسورين بأن يُساهموا في الأعمال الخيرية الرسمية وعلى الأقل في البرامج الاجتماعية في بلادنا، نظرًا لتوفر الجمعيات الرسمية التي تُساعده على ذلك.. أسأل الله أن يوفق المسلمين لكل خير، ويأخذ بأيديهم لما يُحب ويرضى.