هل حانت اللحظة المناسبة لاستخدام تقنية المقاطع المصورة «فيديو» في كرة القدم؟ فقد بدأت الأدوات التكنولوجية المختلفة منذ سنوات في التسلل تدريجيًا إلى اللعبة الشعبية الأولى في العالم، إلا أن مباراة الثلاثاء الماضي بين فرنسا وإسبانيا شهدت حضورًا طاغيًا ومفاجئًا للتكنولوجيا، عندما تدخَّلت مرتين لتصحيح قرار الحكام، مما يجعل من ذلك اللقاء علامة فارقة في تاريخ تطور هذه الرياضة واعتمادها على التكنولوجيا بشكل ملموس.
وغيَّر الاعتماد على الفيديو نتيجة ودية فرنسا وإسبانيا في باريس بشكل جذري، فيما تسببت بعض المقاطع المصورة عبر كاميرات التليفزيون على الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي، في ابتعاد ليونيل ميسي عن المنتخب الأرجنتيني خلال المرحلة الحاسمة من عمر تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018.
وبعد أن تعرضت لانتقادات واسعة خلال بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة، شهدت الاستعانة بتقنية الفيديو تطورًا ملموسًا خلال مباراة المنتخبين الفرنسي والإسباني.
حاسمة
وكان لتقنية الفيديو تدخل حاسم في المباراة الأخيرة، التي فازت بها إسبانيا على فرنسا 2 / صفر، حيث إن المباراة كانت لتنتهي بالتعادل الإيجابي 1 / 1 لولا تدخُّل الحكم المسؤول عن تقنية الفيديو، الألماني توبياس ستيلر.
ولجأ زفاير إلى المقاطع المصورة لاحتساب هدف لصالح اللاعب الإسباني جيرارد ديولوفيو، كان قد أُلغي بداعي التسلل.
وبالإضافة إلى ذلك، ألغى الحكم الألماني هدفًا لصالح المنتخب الفرنسي، أحرزه المهاجم أنطوان جريزمان، بعد اللجوء مرة أخرى لتقنية الفيديو، التي أكدت تسلل لاعب أتلتيكو مدريد.
واستغرق تصحيح القرارين المثيرين للجدل في المباراة، من خلال تقنية الفيديو 25 و20 ثانية على الترتيب، بالإضافة إلى ذلك احتاج ستيلر إلى 10 ثوان لاحتساب ركلة جزاء لصالح إسبانيا من خلال الفيديو أيضًا.
وعلى الجانب الآخر، عوقب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بالإيقاف أربع مباريات، بعدما رصدته عدسات الكاميرات التليفزيونية وهو يوجه إهانات للحكم المساعد في مباراة منتخب بلاده أمام تشيلي يوم الخميس الماضي.
وأثارت هذه العقوبة جدلًا واسعًا، رغم تأكيد الفيفا أن لجنة الانضباط التابعة له استندت على وقائع سابقة مشابهة قبل اتخاذ قرارها.
وعلى أي حال، وسواء كانت هذه المستجدات خيرًا أو شرًا، فإنه من الواضح أن كرة القدم لن تعود بعد ذلك لما كانت عليه يومًا ما.