عبّرت أستاذة علم الموسيقى الباحثة الهولندية بجامعة امستردام الدكتورة آنه فان اوستروم AnneVan Oostrum ، عن إعجابها بالموسيقى العربية بشكل عام، والموسيقى الحجازية بشكل خاص، وقالت: إنها تستعد لتأليف كتاب عن الموسيقى العربية، وسوف تضع فيه معلومات مهمة عن الفنون الحجازية الأصيلة.
جاء ذلك في المحاضرة التي قدمتها في المدرسة البريطانية بجدة، وحضرها باحثون ومختصون بتراث المنطقة الغربية، ومسؤولون من محافظة أمانة جدة التاريخية ومنهم المهندس سامي نوار، والباحث والمؤرخ الموسيقي عصام جنيد، والمؤلف الموسيقي سهل جنيد، وكانت المحاضرة عن تسجيلات وصور قديمة لمدينة جدة عندما كانت القنصلية الهولندية بها قبل حوالى 120 سنة مضت، فعرضت بعض هذه الصور والتسجيلات الصوتية لمغنين بجدة مجتمعين حول جهاز الفونوغراف.
كما قامت «اوستروم» بزيارة الموسيقي عصام جنيد لمزيد من المعرفة والاطلاع بالأغاني القديمة ومقاماتها (سلالمها الصوتية)، وصحبتها خلال الزيارة المنسقة الإدارية بسفارة المملكة الهولندية صوفي هولاندرز SophieHollanders ، والمهندس سامي نوار. وعرض جنيد كتبه المختصّة بالتراث الحجازي والمقامات الصوتية الموسيقية والإيقاعات والمغنين، وشرح لها ما يميّز كتابه عن كل الكتب. ثم طلبت الدكتورة اوستروم سماع نماذج صوتية، فغنّى الفنان جنيد إحدى الأغاني أو الأدوار القديمة غير الواضحة في التسجيلات مثل «أراك طروبًا ولِهًا كالمتيّم»، ثم غنى نفس الدور بعدة ألحان أخرى تُغنى في الحجاز، وشرح لها الجملة أو العبارة التي تشمل كل المقامات الصوتية الحجازية، والإيقاعات والرقصات الشعبية الحجازية. وغنّى بعدها المؤلف الموسيقي سهل جنيد دور «جسّ الطبيب» و»نالت على يدها»، ثم غنى عصام لون غنائي تراثي وهو دور مجرور قديم «إلهي سألتك». وفي الختام عبّرت اوستروم عن استمتاعها بالطرب الأصيل واستفادتها من المعلومات القيّمة، وقررت إضافة المعلومات الموثقة لبحثها ولكتابها عن التراث الحجازي، كما دعته لزيارة هولندا ليلقي محاضرات عن تراث المملكة الثقافي الغنائي والموسيقي.