تروي لنا حكاية شعبية أن الحق كان يركب حماره وفي
الطريق صادف الباطل يمشي على قدميه بجانبه.
التفت الباطل للحق وخاطبه قائلاً: لقد أتعبني المشي فهل يمكن أن تسمح لي أن أركب حمارك لبعض الوقت؟
وافق الحق ونزل من فوق حماره وركب الباطل.
بعد مسافة تعب الحق فطلب من الباطل أن ينزل ليركب حماره، لكن الباطل رفض، فلما احتج الحق قال له الباطل دعنا نُحكِّم الناس بيننا.
أخذ الباطل يسأل الناس بخبث: قولوا لنا من يمشي : الحق أم الباطل؟
رد الناس جميعاً: طبعاً الحق هو اللي يمشي .
قال الباطل: وما حكمكم على من يريد للباطل أن يمشي؟
رد الناس بحماس: السجن، أو النفي ، أو القتل …
وهنا أشار الباطل للحق
وقال للناس: هذا يريد للباطل أن يمشي فاحكموا عليه بما ترون.
وهكذا ركب الباطل .. ومشى الحق، واستمر الأمر على هذا الحال حتي اليوم!!
** *
هذه الحكاية تُلخص الوضع بين الحق والباطل في كثير من دول العالم. فالباطل عادة هو الذي يسود، بينما الحق يتيم لا أب له.. وعليه أن يسكت حتى لا يُعرض نفسه للعقاب. فالناس تصدر أحكامها ليس لصاحب الحق، ولكن لصاحب القوة والمال والنفوذ دون وعي لخلفية النزاع بين الحق والباطل.. أو سماع حجة صاحب الحق.. فصوت الباطل أقوى، خاصة لو حمل عصا غليظة.
***
هذه الحكاية تُمثل - في رأيي - حكاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع الحقيقة إلى درجة أن اخترع له مساعدوه ما أسموه بالحقائق البديلة AlternativeFacts ، وهي تلك التي تصدر عن ترمب وفريقه الرئاسي مهما كانت حجة الأطراف الأخرى، فـ « الحقيقة هي ما قال ترمب «!!
#
نافذة:
﴿ فَإِذَاجَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ﴾ - (غافر: 78).