يقولون: إن الطغاة يجلبون الغزاة
ويقولون: إنه لا يُلام الذئب في عدوانه عندما يكون كلب الحراسة نائماً
ويُقال: إن الحرب تبدأ قبل إطلاق المدافع بزمنٍ طويل
كما أن القنبلة لا تنفجر حتى يحترق كامل الفتيل المؤدي إليها
يقولون... ويقولون...
وبينما هم يقولون
أطفال العرب يتساقطون يوماً بعد يوم
تسقط الحاءُ من أحلامهم
ليعيشوا كامل آلامهم!
*****
عندما يقوم متطرف أو داعشي بذبحِ أحدهم بسكين
ينتفض العالم كله مطالباً بالقضاء على الإرهاب
لكن قصف كيماوي يطال مائة طفل مع ذويهم في سوريا
مسألة تستدعي الاستنكار والاستهجان
يبدو أن العبرة ليست في كم تقتل، بل في كيف تقتل!!
هل من أحد يعرف أن كل ما قتله التطرف الإسلامي وداعش
وكل الجماعات الإسلامية على مر التاريخ حتى الآن
لا يوازي ربع ما قتلته فقط روسيا في سوريا!!!
بالله عليكم...
ما الفرق بين بوتين وأبوبكر البغدادي
كم قتل هذا وكم قتل ذاك
وما الفرق بين أوباما وأسامة
كم هدم هذا وكم هدم ذاك
إلا أنه على ما يبدو أن إرهابيّونا يحتاجون فقط لجيوش قوية مثل الروس
وربطات عنق مثل الأمريكان
وأن يقوموا بحلق لحاهم
ليتحوَّلوا إلى شركاء عالميين في رفع راية السلام ومحاربة الإرهاب!
*****
ولكن هكذا كان التاريخ وهكذا سيبقى
ستالين بعد دخوله ألمانيا سفك دماء ما يقارب من مليون شخص
تخيل... مليون
ورغم هذا فإن أي زعيم سياسي يدخل موسكو
لابد من دعوته لزيارة نصبه التذكاري وإلقاء التحية عليه
تشرشل أمر بقصف مدينة برلين على رأس سكانها في ألمانيا
للضغط على هتلر، فقتل ما يربو عن مائة وخمسين ألف مدني!
نصفهم أطفال لينال بعدها جائزة نوبل للسلام
ما أشبه الليلة بالبارحة
لا تتفاجأوا إن حصد بوتين جائزة نوبل للسلام مناصفةً مع ترامب
وطبعا سيثير هذا حفيظة قائد الحرس الثوري الإيراني المتغلغل في سوريا
على اعتبار أنه كان الأحق بها!!!
*****
في سوريا تعددت الأسباب والموت واحد
من لم يمت في قصف الطيران الروسي
ستطاله طائرات التحالف
ومن نجا منهم سيختنق بالسّارين السام
ومن استطاع سبيلاً للهروب من هذا الجحيم غرق في مركب وسط البحر
أي جنون هذا، بينما العالم يتفرج وأنطونيو غوتيريس مازال يُفكِّر أن يقلق
في خان شيخون لم يسقط مائة طفل اختناقاً بالسَّارين
بل سقطت كل مبادئ العالم المهترئة
وخُطب منظمات حقوق الإنسان الجوفاء
وأكاذيب مجلس الأمن العفنة!
*****
سامحوني أطفال سوريا
والله لا أملك لكم أمام الله
إلا هذا القلم
وكلمة حسبنا الله ونعم الوكيل.