التفاؤلُ هو سلاحُ العصر الحالي، بالنسبة للسعوديين، وهذا ما أكَّدته العديدُ من نتائج استطلاعات الرأي، ومنها ما أجرته منظَّمةُ (غالوب)، والتي أوضحت نتائج المقارنة بين عام 2015م، وعام 2016م ارتفاع نسب التفاؤل بين السعوديين بشأن مستقبلهم الاقتصاديِّ، بالرغم من وجود بعض الهواجس على المدى القريب، كما عزَّز هذا التفاؤل الخطاب الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- أواخر العام الماضي، وعند افتتاح السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى، والتي أكَّد من خلالها -يحفظه الله- أنَّه بالرغم من التحدِّيات التي نمرُّ بها، إلاَّ أنَّ قيادة هذا الوطن متفائلة بالمستقبل؛ لثقتها بالله أولاً، ثمَّ بأبناء هذا الوطن.
مؤخَّرًا عُقد لقاءٌ مفتوحٌ، نظَّمته غرفةُ الشرقيَّة لكلٍّ من وزير التجارة والاستثمار، ووزير الماليَّة، مع رجال وسيِّدات أعمال المنطقة، وقد قدَّم الوزيران جرعةً جديدةً من التفاؤل لرجال الأعمال بشكلٍ خاصٍّ، والمجتمع بشكلٍ عامٍّ، منها أنَّه لن يتمَّ فرضُ ضريبةِ أرباحٍ على الشركات السعوديَّة، ولا ضريبة على دخل المواطن، وأنَّه لن يتمَّ رفعُ نسبة القيمة المضافة أكثر من 5%؛ حتَّى 2020م، وأنَّ دفعَ المستحقات الماليَّة للمقاولين والموردين والمتعهدين سيتمُّ خلال مدَّة لا تتجاوز 60 يومًا من تاريخ الاستحقاق، كما أكَّد وزيرُ الماليَّة أنَّ الوصول إلى رؤية 2030م يتطلَّب نمو القطاع الخاص غير النفطيِّ بنسبة 8.5%سنويًّا، كما أفاد بأنَّ الإصلاحات التي تمَّت، والإجراءات التي تمَّ اتِّخاذها من شأنها أن تساهم في استدامة وضع الماليَّة العامَّة، والانضباط الماليّ، وتدفعنا نحو التوازن الماليّ في عام 2020م.
هذه الجرعة الجديدة من التفاؤل تأتي في وقت أظهرت من خلاله هيئة الإحصاءات العامَّة ارتفاع نسبة البطالة، إضافة إلى قيام أكثر من 50%من السعوديين بالتَّسجيل في حساب المواطن، والاستعداد لرفع رسوم بعض الخدمات العامَّة، وتطبيق الضريبة المضافة، والتي سيدفع قيمتها في نهاية المطاف الفرد، وانخفاض أرباح العديد من الشركات في القطاع الخاص؛ ممَّا أدَّى إلى تسريح عددٍ من العمالة لديهم، إضافة إلى تعثر مشروعات الإسكان، وضعف القيمة الشرائيَّة لدى الفرد، ممَّا ساهم في ركود الوضع الاقتصادي بشكل عام.
وعلى الرغم من ذلك -وكما سبق أن ذكرت- فإنَّه قد يرتفع مستوى القلق لدى البعض خلال هذه المرحلة، لكن يجب أن نتفاءل، وأن نواصل العمل من أجل مستقبل مشرق، وأن نثق في الله، ثمَّ في قيادتنا وكوادرنا البشريَّة، ونعمل معًا من أجل غدٍ أفضل لوطننا ومستقبل أبنائنا.