في بلادنا للسفر مواسم معروفة مسبقاً، ولحركة الطيران الكثيفة أوقاتها تبعاً لذلك. لكن يبدو أن الهيئة العامة للطيران المدني ممثلة في بعض مطاراتها (الدولية) لا تدرك ذلك، وليس في أجندتها شيء من هذا القبيل. عدت مساء الاثنين المنصرم من خارج الوطن إلى المطار (الدولي) في جدة على ناقلنا الوطني الذي يعتز دوماً بخدمتنا. كان كل شيء على ما يرام، بما في ذلك كفاءة موظفي الجوازات وسرعة إنجازهم وكفاية عددهم. ولكن ما إن انتقلنا إلى صالة العفش، حتى كانت المفاجأة المخجلة المحزنة مرة أخرى.
مرة أخرى، بل ومرات أخرى، حالة من الفوضى تضرب صالة العفش: حقائب ملقاة في وسط الصالة تعيق الحركة، أنزلها العمال من سير العفش، ثم اختفوا تماماً إذ شُغلوا بمساعدة الركاب بحثاً عن شيء من الرزق الكريم. ولزيادة الطين بلة، لم تتوفر عربات للاستخدام الشخصي لأن أعدادها أقل من أعداد الركاب الواصلين المنتظرين لحقائبهم، فضلاً عن ندرة وجود عمالة يمكن أن تساعد في حمل الحقائب ووضعها للتفتيش الجمركي، ثم حملها مرة أخرى على العربات.
طبعا ليس ثمة مسؤول يمكن التحدث إليه، فكل يغني على ليلاه، ولسان حال معظمنا يقول (واحسرتاه). إحدى السيدات العربيات المعتمرات قالت إنها تنتظر حقائبها منذ 4 ساعات، وما من أحد لديه جواب يشفي غليلاً، تماماً كالطائرة التي ظلت تدور لنصف ساعة كاملة الأسبوع قبل الماضي، وهي لا تدري أين ستقف ومتى ستقف!!
حال مؤسفة تدل على عدم استعداد للموسم الكبير، وأن كل ما يُقال عن تطوير الخدمات واستباق الأحداث وتطبيق برامج التحول لا يعدو مجرد مزاعم للاستهلاك المحلي.
أين الخلل؟ هو معلوم! وسببه معلوم! لكن إلى متى سيدوم؟ سيدوم يا سادة طالما كانت القوس في يد غير يد باريها ،وهم بعض مسؤولي الهيئة الذين جاءوا من خارج القطاع بأكمله، لتعلُّم أبجديات هذه الصناعة الحيوية المهمة على حساب سمعة البلد، وعلى حساب أداء هذا القطاع، مما يعني ببساطة مزيداً من التدهور والتراجع، كما يعني السير في اتجاه معاكس لرؤية 2030 ولبرنامج التحول الوطني 2020.
فضلا أنقذوا هذا القطاع!!