Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الفضائل الإنسانية عند العائلة السنابية

الحبر الأصفر

A A
لِقَد تَغيَّر العَالَم، نَعم تَغيَّر كَثيرًا، فلَم يَعُد ذَلك العَالَم الذي عَاشته جِدَّتي وجِدَّتك، حِين كَانت الجِدَّات لَا يُعْرَفن ولّا يَتوَاصلن؛ إلَّا مَع بيُوت الجِيرَان القَريبَة مِنهنّ.. نَعم تَغيَّر العَالَم، ويَجب أَنْ لَا أَقول نَتقبَّل التَّغيير، بَل يَجب أَنْ نَندَمج فِيهِ، ونَفعل ونَتفَاعَل..!

سأُحدِّثكم اليَوم عَن عَائلتي السّنَابيَّة، أَو إخوَتي فِي السّناب –عَلى وَزن إخوَتي فِي الرضَاعَة-، تِلك العَائِلة الكَونية، التي تَشرّفتُ وأَتشرَّف بمَعرفتها يَومًا بَعد يَومٍ، وهَذه العَائِلَة لَهَا عِدَّة مَزَايَا، مِن أَهمها:

أوّلًا: هي عَائِلَة تَتعَالَى عَلى الجُغرَافيا، لأنَّ مُحِيِطهَا الكُرَة الأَرضيَّة كَافة، فأَفرَاد أُسرة السّنَاب هُم فِي الصِّين والجَزَائر، وأَلمَانيا وجنُوب إفريقيَا، وفِي كِينيَا وجُزر القَمَر، بمَعنَى أَنَّنا نَتوَاصَل فِيمَا بَيننا، مِن دون تَأشيرة دخُول، أَو فِيزَا، أَو جَوَاز مرُور..!

ثَانيًا: هي عَائِلَة تُشبه الجَامِعَة، التي تَضمُّ كُلّ التَّخصُّصات، فأُسرَتي السّنابيَّة فِيهَا الطَّبيب والمُهندس، والمُعلِّمَة وخَبيرة التَّغذية، وربّة البَيت وسَائِق التَّاكسي، وكُلّ هَؤلاء أُنَاس أَفَاضِل، لَا يَبخلون عَليَّ بإعطَاء المَعلومَات، أَو الإجَابَة عَن أَي استفسَارَات..!

ثَالِثًا: عَائلتي السّنابيَّة دَقيقَة، حَيثُ يُنبّهونني إذَا أَخطَأت، ويُذكِّرونني إذَا نَسيت، فمَثلًا تَأتي الرَّسَائِل كُلّ اثنين، مُذكِّرة إيَّاي بضَرورة حَجز مَقعَد طَائرة للسَّفَر، مِن جُـدَّة إلَى الرِّيَاض، لبرنَامج «يَا هَلا بالعَرفج»، ولَا أُبَالغ إذَا قُلت: إنَّني أَلغيتُ مُفكِّرتي، بَعد انتسَابي إلَى العَائِلَة السّنابيَّة..!

رَابِعًا: العَائِلَة السّنابيَّة طَاقَة جَبَّارة، ومُولِّدة للأفكَار، ولَا أُبَالغ إذَا قُلت: إنَّها أَصبَحت مِن أَهمّ مَصَادر دَخلي الفِكري، وكَم مِن فِكرَة وفِكرَة جَاءتني، مِن خِلال التَّفَاعُل مَع العَائِلَة السّنابيَّة، ولَعلَّ هَذا المَقَال شَاهدٌ عَليهَا..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي أَنْ أَقول: إنَّني أُردِّدُ فِي السّنَاب عِبَارة: «الحَيَاة تُنَاديني»، وهَا أَنَا أُكرِّر النِّدَاء فأَقول: «الحَيَاة تُنَاديني بكُلِّ تَفَاصيلها»، لذَلك فلنتوَاصَل ونَتَعَايش مَع النَّاس، ونَتفَاعل مَعهم، مِن خِلال كُلّ وَسَائِل التَّواصُل، لأنَّ فِي ذَلك إذَابة للجَليد، وتَعزيز مَبدأ التَّعارُف؛ الذي خَلَقَنَا الله مِن أَجله، ومَنح فُرصَة للنَّاس ليَعرفونا عَلى حَقيقتنَا، ولَا أُبَالغ إذَا قُلت: إنَّه فِي اليَوم تَأتيني عَشرَات الرَّسَائِل قَائِلَة: «يَا أَحمد شُكرًا للسّناب، الذي جَعلنا نَعرفك أَكثَر، بَعد أَنْ كَانت صُورتك مُشوَّهَة».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store