أصبحت الخصخصةُ هي الخطوة القادمة، التي ستطبِّقها الأنديةُ، بعد صدور قرار مجلس الوزراء في شهر صفر الماضي.
ولا شكَّ أنَّ هناك خطواتٍ إجرائيَّةً وماليَّةً قد تتطلَّبُ وقتًا ليس بالقصير؛ حتَّى تتمَّ عمليَّةُ الخصخصةِ بشكلٍ نهائيٍّ.
وحتَّى يأتي يومُ الخصخصةِ الذي هو آتٍ لا محالة، فإنَّه كخطوةٍ استباقيَّةٍ هامَّةٍ جدًّا يجبُ على كلِّ نادٍ -ومن الآن- إنشاءُ إدارة استثمار (استثمار تجاري طبعًا)، تقوم على استقطاب خبرات متميِّزة في الاستثمار لإدارتها، والعمل بها، كما يجبُ أن تقوم بعملٍ تنظيمٍ إداريٍّ وماليٍّ وقانونيٍّ واستثماريٍّ متكاملٍ تشكِّلُ المرجعيَّة لهذه الإدارات في عملها، بالإضافة إلى تعيين مراقب حسابات خارجيّ، يشاركُ في إعداد التنظيم المالي لها، ويقوم بمراقبة حساباتها، وإصدار تقارير دوريَّة وسنويَّة حول قوائمها الماليَّة.
أمَّا عن أوجه الاستثمار الذي يمكن أن تقوم به هذه الإدارات، فهناك أمورٌ كثيرةٌ يمكنٌ أنْ تشكِّلَ مجالاتٍ للاستثمار الناجح، يتصدَّرها مجالُ الاستثمار الرياضيّ من أكاديميَّات رياضيَّة، وملاعب، وترفيه، وما إلى ذلك؛ ممَّا يشمل استغلال الجوانب الرياضيَّة للنادي، ويمكن أن يكون لها استثمارات غير رياضيَّة، بل يمكن أن تفتح المجال للاستثمار في شتَّى أنواع الاستثمارات التجاريَّة، وإجراء الدراسات اللازمة لاختيار ما يمكن أن يمثِّلَ مصدرَ دخلٍ جيِّدًا ومستمرًّا، سواء باستغلال مقرات الأندية، أو أي عقارات أو أصول أخرى تملكها، ويمكن كذلك الاستثمار في مجال الإعلان التجاري باستغلال اسم وشهرة النادي، وأيضًا شهرة نجومه.
إضافة إلى ذلك يمكن الدخول في شراكات مع بنوك وشركات مساهمة، ورجال أعمال تكون مبنية على أسس تجاريَّة ودراسات جدوى، ووفق عقود ملزمة ومنضبطة.
مجالات كثيرة وكثيرة يمكن أن تكون استثمارات ناجحة للأندية، وبالتأكيد مَن يحدد ذلك هو ما يملكه النادي من أصول، وعقارات، وإنجازات، وشهرة رياضيَّة (وعقول نيِّرة)، ثمَّ تشكيلة إدارات الاستثمار في الأندية والفكر والعمل الذي ستقوم به.
هذه الخطوة سبق أن خطتها أندية قليلة في الفترة الماضية، وعلى استحياء، بيد أنَّه يجبُ على هذه الأندية توسيع وتطوير عمل إدارات الاستثمار لديها، كما يجبُ على باقي الأندية الشروع سريعًا في إنشاء هذه الإدارات؛ حتَّى تكون البداية والخطوة العمليَّة والعلميَّة الصحيحة للتحوُّل للخصخصة.
فأنْ تنتقلَ للخصخصةِ، بعدَ أنْ تخوضَ جانبًا منها، خيرٌ لكَ من أنْ تنتقلَ إليها دونَ ممارسةٍ أو تهيئةٍ.
فمَن من الأندية ستكون سبَّاقةً في هذا المجال؛ لتفتح لنفسها أبوابَ وآفاقَ نجاحٍ أكبر عند الخصخصة؟ ومَن ستستمرُ في غلق الأبواب والعقول؟