قال الناقد علي الشدوي أنه ينبغي التفريق ما بين الدين والتديّن، معتبرًا أن التديّن ممارسات، وقد لا تتطابق ممارساته مع الدين، ولذا حين ننقد التديّن فإننا لا ننقد الدين، كما أن نقد العلماء -إذا استوجب الأمر- ليس فيه شيء، لأننا ننقد أشخاصًا، وجميعنا بشر يخطئ ويصيب، ومن ثم لا يُفهم من النقد حتى لو كان للمؤسسة الدينية أنه تعرّض للدين، وإنما الأمر هو محاولة للتنبيه للعودة إلى جادة الصواب.
جاء ذلك خلال محاضرته أمس الأول في «أسبوعية القحطاني» بجدة، مؤكدًا أنه يتناول تحديدًا الخطاب الديني، وليس معنى أن ينقد الباحث الخطاب الديني أنه ينقد النص الديني، فالبون شاسع بين النص والخطاب، فداعش مثلا لها خطاب ديني كما للحوثيين خطابهم، وهكذا.
المحاضرة شهدت حضورًا من مثقفين وأكاديميين ومهتمين، وأدارها الدكتور علي المالكي، وفي بدايتها وجّه الدكتور عبدالمحسن القحطاني كلمة للمحاضر قال له فيها: أقول فيك أنا أصفك بأنك فلاح القراءة، ومازحه بقوله: يكفينا أنك اختصصتنا بالحديث عن الأسباب التي تدعو إلى التديّن في حين أنك قبل عدة أشهر ألقيت محاضرة عن الرقص في نادي جدة الأدبي.
وقد تفاعل الحضور مع المحاضرة والمحاضر، وفي ختامها قدم الدكتور يوسف العارف شهادة شكر وتقدير من الأسبوعية لمقدم المحاضرة، في حين قدم الدكتور محمد ربيع شهادة للمحاضر.