تصاعدوا لسماءِ المجدِ أقمارا
إذ أقبلوا في ثباتِ العزمِ أنصارا
لا مُدبرينَ سعوا بذلًا لِمُعتركٍ
وقدّموا في حياضِ الموتِ أعمارا
باعوا النفوسَ لِنصرِ الحقِ يدفعُهم
صدقُ العزيمةِ إقبالًا وإصرارا
مَدّوا يدَ الغوثِ إحقاقًا لمبدأِهم
فالجارُ - مهما يكن - جارٌ وإن جارَ
وكم بذلنا لتحقيقِ السلامِ ولن
نألوا لِننبتَ بالتحنانِ أزهارا
وإن بغوا فلنا في الحربِ ملحمةٌ
تزلزلُ الأرضَ إعلانًا وإسرارا
أيامُنا واسألوا التاريخَ شاهدةٌ
تحكي البطولاتِ للأغرارِ أخبارا
كنّا المغاويرَ شوسًا لا نهابُ ردىً
نحيا أباةً ونقضي العمرَ أحرارا
ونشعلُ الحربَ أبطالًا وما انكفأت
إلاّ وضوءُ سناها شَعَّ أنوارا
بِفِتيةٍ يطلبونَ الموتَ - غايتُهم
نيلُ الشهادةِ - أوّابينَ أبرارا
تجشّموا الحربَ فرسانًا جهابذةً
صِيدًا أُباةً بهاليلًا.. وأخيارا
واسّابقوا الموتَ كأسًا من خلودِ إلى
جناتِ عدنٍ ميامينًا وأطهارا