كَثُر الكَلَامُ عَن وَسَائِل التَّواصُلِ الاجتمَاعيِّ، ولَعلَّ «الوَاتس أَب» بَدَأَ يُسجِّلُ حضُورًا لَافتًا؛ لأنَّه الأَسهَلُ والأَقرَبُ إلَى النَّاسِ، ومُؤخَّرًا سَجَّل هَدفَ الفَوزِ، حِين أَضَافَ مِيزتيْ: «قصَّتي»، و»شَرح الحَالَة»، بَعد أَنْ كَانتَا مِن خصُوصيَّات الأَخ «سناب شات».. هَذا الحضُور الطَّاغِي، للأَخ والعَمِّ والأَب «واتس أب»، لَابدَّ مِن ضَبطه، خَاصَّةً وأنَّه يُعطي الحُريَّة الكَامِلَةَ فِي النَّشر لبَعض النَّاسِ، الذين لَا يُقدِّرُونَ المَسؤوليَّةَ، ولَا يَعرفُونَ أَنَّ الحُريَّةَ تَعني -فِيما تَعني- احترَامَ الآَخَرين..!
وحَتَّى أُدلِّلَ وأُعطي مِثَالاً عَلى مَا أَقول، دَعونَا نَتأمَّل هَذا الخَبَر، الذي نُشِرَ مُؤخَّرًا فِي صَحيفة الحيَاة..
يَقول الخَبَرُ: (شَهَدَتْ سَاحَاتُ القَضَاءِ السُّعوديِّ أَخيرًا، جَرَائِمَ مُرتَبطَةً فِي مَواقعِ التَّواصُلِ الاجتمَاعيِّ، خصُوصًا «واتس أب». وتَعدَّدت القَضَايَا بَين التَّشهير والقَذْف والسَّب، فِيمَا أَصدَرَت المَحَاكمُ عقُوبَاتٍ عَلى مُدانين، أَبرزهَا الجَلْد، والسِّجن، والغَرَامَة. وأَصبَح تَشويه سُمعة الآَخَرين وقَذفهم، أَو التَّشهير بِهم عَبرَ هَذه المَواقع، مُنتشرًا فِي المَملكَة، وفِي المُقَابِل، تَصدَّت الأجهزَة العَدليَّة لتِلك الجَرَائِم، إذْ عَاقَبت مُتورِّطين فِي تِلك القَضَايَا، تَطبيقًا للأنظمَة التي تُجرِّم السَّبَّ والقَذْفَ والتَّشهير)..!
بَعد هَذا أَقول: إنَّني مِن دُعَاةِ الحُريَّة المُنضبطَة، تِلك الحُريَّة التي لَا تُؤذِي أَحدًا، ولَا تَعتَدِي عَليه، لذَلك سَعدتُ بمِثلِ هَذا الخَبَر، الذي يُعطي الحُريَّةَ باليَدِ اليُمنَى، ويُعَاقِبُ باليَدِ الأُخرَى كُلَّ مَن يُسيء استخدَامها، أَو يُؤذِي النَّاس بِهَا..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ المَادَةَ الثَّالِثَةَ مِن نِظَامِ مُكَافحةِ الجَرَائِمِ المَعلُومَاتيَّةِ؛ وَاضِحَةٌ وصَريحَةٌ، وتَنصُّ عَلَى العقُوبَةِ التي تَنَالُ أَيَّ شَخصٍ، يُسيءُ إلَى النَّاسِ، أَو يَتنَاولُ أَعرَاضَهم، أَو يَسبّهم، أَو يُزوِّر أَشيَاءَهم.. نَعم القَانونُ هو الحَلُّ..!!