وصلت الغواصة النووية الهجومية الأمريكية يو أس أس ميشيغان قبالة سواحل كوريا الجنوبية ورست في ميناء بوسان بمثابة تحذير لبيونغ يانغ، في ظل ارتفاع حدة التوتر مع واشنطن، وتحتفل اليوم كوريا الشمالية بذكرى تأسيس الجيش الشعبي الكوري، وفي إطار ذلك يتوقع الخبراء أن تقوم بيونغ يانغ بتجربة نووية أو صاروخية جديدة.
وشكل هذا الأمر مفاجأة أمريكية غير متوقعة واجهتها كوريا الشمالية، التي كانت تترقب وصول حاملة الطائرات الأمريكية كارل فينسون بحذر، إلا أن بيونغ يانغ صدمت برسو الغواصة النووية الهجومية يو أس أس ميشيغان ذات القدرات التدميرية قبالة سواحل كوريا الجنوبية. التحرك الأمريكي غير المتوقع أثار جدلًا في كوريا الشمالية، التي وصفت الخطوة الأمريكية بالتهديد المباشر لأمنها القومي.
كلما هدأت وتيرة التوتر عادت حدته لترتفع من جديد، بسبب إصرار كوريا الشمالية على تجاربها الصاروخية الباليستية، وهو ما يشكل تهديدا لأمن الدول المجاورة وعلى رأسها كوريا الجنوبية واليابان. وتبقى مهام الغواصة الهجومية - التي باستطاعتها حمل أكثر من 150 صاروخًا مجنحًا من طراز توماهوك - مجهولة مع تأكيد شبكة سي أن أن أنها لن تشارك في المناورات المشتركة المرتقبة بين واشنطن وطوكيو. وفي إجراء غير معتاد دعا البيت الأبيض أعضاء مجلس الشيوخ إلى اجتماع طارئ لبحث ملف كوريا الشمالية الشائك، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس ومدير المخابرات العامة دان كوتس ورئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي جوزيف دانفورد.
.. وتنشر منظومة ثاد الصاروخية في كوريا الجنوبية
قالت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية: إن الجيش الأميركي بدأ في نقل أجزاء من نظام الدفاع المضاد للصواريخ (ثاد) المثير للجدل إلى موقع نشر مخطط سلفا في كوريا الجنوبية. وأكدت سول أنه تم نقل بعض أجزاء نظام ثاد الأميركي إلى موقع في جنوب البلاد، وأن عملية نشر النظام ستكتمل ليصبح جاهزًا للتشغيل بنهاية العام الحالي.
واتفقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على نشر (ثاد) ردًا على تهديد كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ، لكن الصين عارضت الخطوة وقالت: إنها لن تسهم بشيء يذكر في ردع الشمال لكنها ستؤدي إلى زعزعة التوازن الأمني الإقليمي. ويمثل تنامي التهديد النووي والصاروخي الكوري الشمالي أكبر تحد أمني على الأرجح يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ماذا ستفعل كوريا الشمالية إذا تلقت ضربة استباقية أمريكية؟
حذّر الخبير في الشؤون العسكرية، ديف ماجومدار، من أن بيونغ يانغ ستلحق أضرارًا فادحة بكوريا الجنوبية واليابان وبالقواعد الأمريكية فيهما إذا وجهت واشنطن ضربة استباقية لها.
ولفت إلى أن المدنيين الكوريين الجنوبيين واليابانيين سيكونون هدفا لـ»غضب» بيونغ يانغ إذا ما وقعت الحرب، مشددا على أن أهم سبب دفع الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى الإحجام عن مقارعة هذه الدولة المسلحة نوويا يتمثل في القوة التدميرية الهائلة التي يمكن أن يطلقها نظام بيونغ يانغ إذا استعرت الحرب.
الدمار سيحيق «بالجنوبية» واليابان
نقل موقع « NationalInterest » عن فاسيلي كاشين، الخبير الروسي في الشؤون الاقتصادية والعالمية، قوله: «إذا اندلعت الحرب، فلا توجد وسيلة لدى الولايات المتحدة لمنع وقوع دمار جسيم في كوريا الجنوبية وتدمير ضخم في اليابان»، مضيفا: «ستكون كارثة إنسانية وضربة مزلزلة للاقتصاد العالمي.
سكود مداه 1000 كيلومتر
يفيد جيفري لويس، مدير برنامج الحد من الانتشار النووي شرقي آسيا في معهد ميدل بيري للدراسات الدولية بكاليفورنيا، بأن لدى بيونغ يانغ المئات من صواريخ سكود ونودونغ، ويصل مدى صواريخ سكود نحو 1000 كيلومتر، في حين يبلغ مدى صواريخ نودونغ 1200 كيلومتر