تمَّ انتخابُ عادل عزت رئيسًا لاتِّحاد القدم، قبل بضعة أشهر، وتفاءلنا بعزت ورفاقه، أن سيكون لهم شخصيَّة مختلفة، كما توقَّعنا أن يقدِّموا إضافةً كبيرةً لكرة القدم السعوديَّة، بعد ما سمعناه عبر البرنامج الكبير، والوعود التي قدَّموها في حملتهم الانتخابيَّة.
بات الحلمُ حقيقةً، وتولَّى عزت ورفاقه دفَّة قيادة اتِّحاد القدم.. وتحرَّكت الأيامُ متسارعةً؛ حتَّى واجه أعضاء الاتِّحاد ورئيسه أوَّل اختبار حقيقي، وهو قضيتا محمد العويس، وعوض خميس، اللتان تُعدَّان من القضايا الملتهبة؛ نظرًا لما رافقهما من أحداثٍ ومعطياتٍ وتصريحاتٍ من الأطراف المعنيين فيهما، وكإجراء نظاميِّ حُوِّلت كلتا القضيتين إلى اللجنة المختصَّة (لجنة الاحتراف).. وجاء النتاج، فكان أوَّل الغيث أنْ استغرقت قضيَّة العويس للبتِّ فيها (3) أشهر، وخميس شهرين ونصف، وآخر الغيث قرارات استقالات بالجملة في لجنة الاحتراف، يتصدَّرها رئيسها طارق التويجري، وتبعه (3) أعضاء من أصل (5)، ثمَّ اعتذار خالد المقرن رئيس لجنة عمليَّات كرة القدم عن رئاسة لجنة الاحتراف إلى نهاية الموسم الحالي.
كل ذلك لماذا؟
لأنَّ رئيس الاتِّحاد عادل عزت، وأعضاءه المحترمين رفضوا قراراتِ لجنة الاحتراف في قضيَّة خميس، إذ كان قرار التويجري، ولجنته، معاقبة كلِّ الأطراف المتورِّطة في القضيَّة: النصر، والهلال، واللاعب نفسه، إلاَّ أنَّ ذلك رُفض تمامًا؛ ممَّا أدَّى إلى الاستقالة، كما صرَّح التويجري بنفسه، في برنامج تلفزيوني.
السؤال الهام والمحيِّر: لماذا يرفض أعضاء الاتِّحاد هذه القرارات، طالما أنَّها اتُّخذت من اللجنة المعنيَّة، وتمَّ اتِّخاذها وفقًا للأنظمة والتعليمات التي تنظِّم عقودَ المحترفين؟
الإجابة ببساطةٍ، لأنَّها تمسُّ أطرافًا يصعبُ المساسَ بهم.
بهذا فتحَ عزت ورفاقه على أنفسهم بابًا من الخذلان، قد لا يستطيعون الخروج منه، فهناك أطرافٌ أخرى قويَّة ستمارس نفس الدور، إذا فكر الاتحاد في اتِّخاذ قرارات ضدَّهم، وهناك أطرافٌ ضعيفةٌ قد يستقوي الاتِّحاد عليهم، فيتَّخذ معهم أقسَى العقوبات، وبالتالي ستكون هذه الأطراف في خانةِ (المظلوم)، والاتحاد في خانة (الظالم)، وللظالم ربٌّ قد يمهله، ولكن لن يهمله.
ولأن الأمورَ لا زالت في المتناول، والقضية لم تنتهِ بشكلٍ نهائيٍّ، وحتَّى لا يفلتَ الزمامُ من يد الاتِّحاد السعوديِّ لكرة القدم، يجب على عادل عزت، وأعضاء اتِّحاده اتِّخاذ ما يجب عليهم اتِّخاذه، حتَّى يحتفظَ اتِّحاد القدم بشخصيَّته كاتِّحادٍ له استقلاليّته عن أيِّ طرف آخر، سواء هيئة الرياضة، أو الأندية، أو غيرهم، اتِّحاد قوي له كلمته على جميع الأندية -دون استثناء-، اتِّحاد لابدَّ أن تُحترم قراراته مهما كانت، اتِّحاد لديه القدرة على التَّعامل مع جميع الأطراف، والأندية من مسافة واحدة، بهذه الشخصيَّة ستسير الأمور، وإلاَّ سيدخل اتِّحاد القدم مستقبلاً في مشكلات قد لا تجعله يكمل فترة الأربع سنوات.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
