العملُ التطوُّعيُّ هو تقديمُ المساعدة والعون والجهد من أجل العمل على تحقيق الخير في المجتمع.. ولكن -للأسف- هناك من المؤسَّسات والجامعات والمدارس يستغلُّون فئة الشباب والشابات، ويحصلون على مرادهم من خلال الموهوبين منهم، والذين يملكون النشاط والحيوية، ويملكون الخبرة في الأعمال والتنظيم والإدارة، وحتَّى الرسم وصناعة الأفلام... إلخ وذلك دون مقابل، أو حتَّى شهادة شكر، أو مبلغ رمزي.
ونجد أن هناك من يريد تنظيم مهرجان محلي تسويقي ترفيهي، ويملك المبلغ الفلاني من تأجير محلات، وكشكات الأسر المنتجة، والألعاب الترفيهية، ويقصد الشباب والشابات الذين يملكون مواهب، ولم يجدوا إتاحة الفرصة لهم، سواء في الفن التشكيلي، أو المسرح، وفي التنظيم، ويأتونهم من حيث حبهم لهذه الهواية بقولهم سوف أتيح لكم الفرصة، لتبرز هوايتك!! فنجد المسرح فعّالاً لمدة شهر، وشارع الفن فعَّالاً بالرسومات والفن التشكيلي.. وأصحاب الدراجات النارية (البايكرز) في المسيرة الفلانية لليوم العالمي الفلاني.. كل هؤلاء تم استغلالهم بثقافة (التطوُّع)، أقصد الاستغلال، ويأخذون وقتهم وجهدهم، وتحصل المؤسَّسة أو صاحب العمل على المال الوفير على أكتاف الغير، ويستغلون طاقات الشباب والشابات. فهنا تحول مفهوم ثقافة التطوُّع إلى ثقافة الاستغلال.