كثيرًا ما نسمع عن الصراحة والمجاملة في حياتنا اليوميَّة، وخاصة في مجتمعاتنا العربيَّة، فهما صفتان لا يمكن الاستغناء عنهما في التعامل الإنساني، تحت حدود يجب التقيد بها، ولابدَّ لنا أن نفرق بين الصراحة والمجاملة كمفهوم أولاً، حيث أقرب مفهوم للصراحة هي قول الحقيقة كما هي، أي رؤية الأمور على طبيعتها بعيدًا عن المبالغة والتزييف، بالأصح ذكر مزايا وعيوب الشخص دون الانتظار لمقابل بشكل لا يجرح مشاعر الشخص ذاته، وأما المجاملة هي جزء من قول الحقيقة أي ذكر مزايا الشخص والسكوت عن عيوبه لغرض تحقيق الأهداف المرسومة لإبعاده عن الإحباط بأي وسيلة تشجيعية وتحفيزية.
فالصراحة والمجاملة تعتبران مسألة ذاتية تنبعان من احترام الذات واحترام الآخرين، بحيث تكون تحت قيود محترمة للحفاظ على كرامة وأحاسيس الشخص.. فلهذا تعتبر الصراحة فنًّا مميزًا للتعامل مع الأشخاص لتقديم أداء فعال لتحقيق الأهداف المرجوة وذلك بانتقاء الألفاظ المناسبة دون تلميح وتعريض أي بطريقة مباشرة، كما أن الصراحة تحتاج إلى شجاعة وتمكين وتأكد من المعلومات والمعرفة تحت مراعاة الوقت والمكان لبناء حوار صحيح وصريح خالٍ من الزيف والتشويش، وكما المجاملة تتميز بالفن الراقي هي وسيلة فعالة في معظم الأحيان وسلوك إنساني يقوم الشخص بالتعبير الحسن، ولكن يجب ألا تأتي على حساب الأخلاق والحقائق مع الحذر الوقوع في حفرة الرياء، حيث من فوائد المجاملة تحسين وتقوية العلاقات بين الأشخاص وتعزيز الثقة بالنفس لرفع معنوياتهم على ألا تتناقض مع الواقع بعيدًا عن الإطراء للوصول إلى الهدف الحقيقي.
من هنا يجب أن تكون الصراحة والمجاملة تحت حدود معقولة لابد لنا التقيد بها لكي لا نقع في حفرة الرياء أو حفرة الوقاحة إذا زادت عن الحدود، وكما الوقت والمكان من القيود التي يجب أن نراعيها في الصراحة والمجاملة لذلك فعلينا أن يكون التوازن والتوافق هما الأسلوبان الحقيقيان في التعامل مع الناس في حدود تحفظ كرامتهم وشرفهم تحت مظلة الأخلاق والقيم.