Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

عقوبة الإعدام: هدير القوة واعتراض التلكؤ

ملح وسكر

A A
لماذا تعترض أوروبا على اعتماد الإعدام عقوبة لمن يستحقها في تركيا ؟ ولا تعترض على العقوبة نفسها عندما تطبقها الولايات المتحدة الأمريكية، وهي زعيمة الغرب وقائدة حلف الناتو وحامية حقوق الإنسان حسب زعمها؟

ومساء الاثنين الموافق 24 إبريل المنصرم، ولأول مرة منذ أمد طويل، أقدمت ولاية أركنسا على إعدام مجرمين اثنين في المساء نفسه، وبفارق 3 ساعات فقط بين الإعدامين. جريمة الأول حدثت عام 1995م حين أقدم على اغتصاب وقتل سيدة أمريكية، كما حاول قتل ابنتها البالغة 11 عاماً. وإضافة إلى ذلك فقد سبق له اغتصاب وقتل أنثى في ولاية فلوريدا. وأما الثاني فكذلك اغتصب وقتل شابة في الثانية والعشرين من عمرها عام 1994م.

جريمتان مضى على كل منهما أكثر من 20 سنة، وكلّفت دافع الضرائب ملايين الدولارات، ولإنقاذ قتلة مرعبين قرنوا بين جريمتي الاغتصاب والقتل. وبلغ بالقاتل جونز اليأس والزهق لدرجة أنه أعلن استعداده لتلقي عقوبة الإعدام، وأضاف في رسالة قرأها محاميه بصوت عال: (لن أطالب بالعفو لأني لا أستحقه)!

وللعلم فقد ألغت الولايات المتحدة في الستينيات عقوبة الإعدام تماماً حتى عام 1976م حين سمحت به المحكمة العليا مرة أخرى. وفي عام 1999م تم إعدام 98 مجرماً في حين أعدم 14 فقط عام 1991م على مستوى الدولة كلها.

ولن يُستبعد أن تعيد أوروبا العمل بعقوبة الإعدام لو ازدادت فيها جرائم القتل الفظيعة، وعلى رأسها جرائم الإرهاب التي تقتل بالجملة. ولعلّ من الجدير ذكره أن التوراة والانجيل شرعا لعقوبة القتل مقابل القتل، فقال تعالى: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس).

وأوروبا التي ظلت تراوغ تركيا لأكثر من 12 سنة بشأن مسألة انضمامها للاتحاد الأوروبي، نراها تمد اليوم جزرة جديدة، وكأنها تبشرها بالانضمام طالما لم تُعد العمل بعقوبة الإعدام، وأوروبا تعلم أن حكامها يكذبون، والأتراك عموماً يعلمون أن حكام أوروبا يكذبون، وأنهم سيماطلون حتى قيام الساعة، أو ريثما تتحول أوروبا إلى أغلبية مسلمة في منتصف هذا القرن طبقاً لدراساتهم الإحصائية وتوقعاتهم المستقبلية.

ويومها يفرح المؤمنون بنصر الله... نصر دون قطرة دم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store