بعد حملة انتخابية صاخبة حفلت بالفضائح والمفاجآت واصل الناخبون الفرنسيون يوم أمس التصويت للاختيار بين إيمانويل ماكرون المرشح الوسطي المؤيد للاتحاد الأوروبي ومارين لوبان المرشحة اليمينية المتطرفة المعادية للتكتل والمناهضة للهجرة لرئاسة بلادهم خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 28.23 بالمئة، وتشير استطلاعات الرأي حتى لحظة اعداد الخبر إلى أن الفرنسيين سيختارون ماكرون وزير الاقتصاد السابق البالغ من العمر 39 عامًا الذي يريد رأب الصدع بين اليمين واليسار ومقاومة المد الانعزالي الذي شهد تصويت البريطانيين لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
لكن إذا حدثت نتيجة غير متوقعة وفازت مارين لوبان مرشحة حزب الجبهة الوطنية فإن مستقبل الاتحاد الأوروبي قد يصبح على المحك.
يتفوق ماكرون، الذي يريد تحرير الاقتصاد وتعميق التكامل مع الاتحاد الأوروبي، على لوبان في استطلاعات الرأي بنحو 23 إلى 26 نقطة مئوية.
وقال فرانسوا سافاري وهو مدير استثمارات في شركة برايم بارتنرز لإدارة الصناديق في جنيف «زدنا من استثماراتنا في الأسهم وأضفنا بعض الأسهم الفرنسية بعد الجولة الأولى. يبدو أن المخاطرة السياسية الكبرى المتمثلة في احتمال فوز لوبان تتلاشى».
وفي حملة انتخابية شهدت سقوط المتصدرين واحدا تلو الآخر جعلت لوبان، التي تريد إغلاق الحدود والتخلي عن عملة اليورو وكبح الهجرة، اليمين المتطرف أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى في أوروبا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية.
وحتى لو ثبتت دقة استطلاعات الرأي وانتخبت فرنسا أصغر رئيس سنا بدلا من انتخاب أول امرأة للرئاسة فإن ماكرون نفسه لا يتوقع شهر عسل.
قد يكون عزوف الناخبين عن التصويت مرتفعا ويقول نحو 60 بالمئة ممن يعتزمون التصويت لماكرون إنهم سيفعلون ذلك لمنع انتخاب لوبان لقيادة ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بدلا من كونهم يتفقون تماما على المصرفي السابق الذي تحول إلى السياسة.
فبمجرد انتهاء انتخابات الرئاسة سينصرف الاهتمام على الفور إلى ما إذا كان الفائز قادرا على اقتناص أغلبية برلمانية. وأظهر أول استطلاع رأي للانتخابات البرلمانية نشر هذا الأسبوع أن بوسع ماكرون اقتناص تلك الأغلبية.
وسيعتمد الأمر كثيرا أيضا على نسبة التصويت التي سيحصل عليها ماكرون ولوبان. وقالت ماريون مارشال لوبان ابنة شقيق لوبان لصحيفة لوبينيون إن نتيجة 40 بالمئة ستكون بالفعل «انتصارا هائلا» للجبهة الوطنية.
وسيشكل الفائز فصلا جديدا في السياسة الفرنسية بعد أن حكم الحزبان اليساري واليميني الرئيسان، وهما الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين، فرنسا لعقود. ومني الحزبان بهزيمة مهينة في الجولة الأولى من الانتخابات.
وتعرضت الحملة الانتخابية لمفاجأة أخرى قبيل فترة الصمت الانتخابي مباشرة التي يحظر فيها على الساسة التعليق، إذ قالت حملة ماكرون إنها تعرضت لعملية اختراق إلكتروني ضخمة شملت رسائل إلكترونية ومعلومات عن تمويل الحملة على الإنترنت.
وينتشر ما يربو على 50 ألف شرطي لتأمين الانتخابات. والأمن مصدر قلق رئيس في أعقاب سلسلة من هجمات المتشددين في باريس ونيس وغيرها في السنوات القليلة الماضية والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 230 شخصا في العامين ونصف العام الماضيين.
تنتخب رئيساً جديداً وماكرون يتصدر استطلاعات الرأي فرنسا..
تاريخ النشر: 08 مايو 2017 03:09 KSA
A A