تفخرُ كمسلمٍ عندما تجدُ أنَّ هناك مَن يعيش بريقَ الشهرة العالميَّة، ويفتخر بدينه الإسلامي حتَّى لو أفصح عن تقصيره تجاه دينه، وندعو الله له، ولجميع المسلمين أن يكونوا من المحافظين على أداء واجباتهم الدينيَّة على الوجه الصحيح، وكلنا بحاجةٍ لمثل هذه الدعوات للثبات على هذا الدِّين العظيم، فالحي لا يُؤمَن الفتنة إلاَّ مَن وفَّقه الله لطاعتهِ والتزم بما يُحبه ويرضاه، والحقيقة ما جعلني أكتب هذه المقدمة أنَّه استوقفتني تصريحات اللاعب الألماني شكودران موستافي نجم نادي الأرسنال الإنجليزي، واشتهر «مصطفى» في الأوساط الرياضية باسم «موستافي»، وذلك على خلفية تحوير الأسماء العربيَّة في أوروبا، ولكن الاسم الحقيقي لمدافع أرسنال والذي تعود أصوله لألبانيا هو «شكودران مصطفى»، وهو لاعب مسلم وُلد عام 1992 في مدينة باد هارسفيلد الألمانية.
وقد عبر لجريدة بيلد الألمانية عن سعادته بدخوله الإسلام، إلاَّ أنه اعترف أن السفر باستمرار مع ناديه ومنتخب بلاده يحول دون أن يؤدِّي الصلوات في موعدها، مستشهدًا بالصعوبة الكبيرة التي عانى منها خلال كأس الأمم الأوروبيَّة الماضية بفرنسا، وتزامنت مع شهر رمضان، وأكد أن اعتناقه الإسلام سبب تألقه في الملاعب، وهو حريص على قراءة القرآن الكريم باستمرار، ويحاول دراسته بشكل مكثف، لافتًا إلى أنَّه يطلع على تعاليم الأديان الأخرى، ويحاول الاقتداء بجميع الأنبياء المذكورة في القرآن الكريم، وقد جسَّد حبَّه لدينه الإسلامي واقعًا بكلامه وأفعاله، عندما وضع اللافتة الشهيرة على قميصه في البرازيل عندما سجَّل هدف ألمانيا الأول فى شباك أوكرانيا، وكان مدوّنًا عليه «أنا مسلم لا تفزع»، الأمر الذي قابله محبوه بإعجاب شديد، واصفين إيَّاه باللاعب الخلوق، ولعلَّ من المواقف الصعبة التي تعرَّض لها في مسيرته، عندما كان يلعب لنادي فالينسيا، والذي أثار جدلاً واسعًا عبر شبكات التَّواصل الاجتماعيِّ، حيث إنَّه خلال المؤتمر الصحفي، أزاح موستافي اللاعب المسلم زجاجة جعة وُضعت أمامه لكي يُروِّج لها، ولكن المسؤول الإعلامي في النادي رفض ذلك، وأصر أن يضعها أمام النجم الفائز بكأس العالم 2014 مع منتخب بلاده. وتمَّ إجباره بوضع الزجاجة أمامه، وسط امتعاضه من ذلك، لأنَّ النادي يمتلك عقد رعاية مع شركة إيستيريا المصنعة للجعة. مؤكِّدًا أنَّ النادي والشركة تفهَّما الأمر فيما بعد، وعموما يُشكر على مواقفه الطيبة تجاه دينه، ونسأل الله لنا وله الثبات على الدِّين.