جمعيَّةُ زمزم للخدمات الصحيَّة التطوُّعيَّة الخيريَّة نموذجٌ جميلٌ ناجحٌ، يؤصِّلُ لعملٍ خيريٍّ مستدامٍ ومطلوبٍ على مدار الساعة، ولأنَّ (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، فإنَّ زمزم تمثِّل إحدى قمم العمل الخيريِّ، وآثارها قد تتجاوز آثار بناء المسجد بمراحل. وعندما يتحقَّقُ للمريض (غير القادرِ ماديًّا) فرصة دعمه ليعود سليمًا معافى، فإنَّه بذلك يجمع عدَّة محاسن تترتَّب على شفائه. منها أولاً قدرته على ارتياد المسجد ليشكِّل لبنةً صالحةً في المجتمع، ومنها كدُّه لإطعام أسرته وصغاره، فلا يصبحون أيتامًا ولا جياعًا يتكفَّفون النَّاس، ومنها إشرافه على تعليمهم، وتربيتهم، وصلاح أحوالهم، وغير ذلك كثير. وكما يقول أهلُ الاقتصاد، فإنَّ للريال المنفق على زمزم، وأمثالها منفعةٌ متعديةٌ، بل منافع كثيرة منظورة، وغير منظورة، وعاجلة تتمثَّل في شفاء مريض، وآجلة تعود على المجتمع كلِّه في يومه وغده.
وفي تقريرها الموجز عن إنجازات عام 2016م، تقول (زمزم): إنَّ قرابة 6000 مستفيد قد نالوا من خدماتها في برنامج الأمومة والطفولة، وإنَّ قوافلها الطبيَّة قدَّمت الخدمة لأكثر من 2500 شخصٍ، في حين ساهمت جولاتها الطبيَّة في خدمة قرابة 3000 شخص، وقدَّمت مساهمات لبرنامج المستلزمات الطبيَّة شملت أكثر من 1300 مستفيد. وأمَّا برنامج العلاج الخيري، فشمل قرابة 9000 شخص (بمعدل 25 مستفيدًا يوميًّا)، كما قدَّمت خدماتها الصحيَّة أثناء الحجِّ لأكثر من 5500 مستفيد. وثمَّة خدمات أخرى مثل برنامج الصيدليَّة الخيريَّة، ومشروع رؤية، وغيرها.
ومنذ إنشائها قدَّمت (زمزم) خدماتها الحيويَّة الصحيَّة لأكثر من ربع مليون شخص، وهو إنجاز مشهود مأجور -بإذن الله- لجمعيَّة محدودة الإمكانات، قليلة الموارد. ولأنَّ الزكاةَ مندوبةٌ في كلِّ أنشطة الجمعيَّة، فلربما كان من المناسب للأفراد وضع زكواتهم، أو جزء منها لدعم هذه الجمعيَّة المباركة، فلعلَّ اللهَ ينقذ بها مريضًا، أو يشفي عليلاً، فتتضاعف الأجور، وتحل البركات، وتقوى أواصر الودِّ والتَّعاون، وتنتشر معاني الرحمة والرعاية بين أفراد المجتمع.
وصحيح أنَّ عمل الجمعيَّة مؤسَّسيٌّ واحترافيٌّ بامتياز، إلاَّ أنَّ من الواجب الإشادة برجلها الأول الدكتور عدنان بن أحمد البار أستاذ الطب وعضو مجلس الشورى الموقر، فهو -بفضل الله- قد أعطى الجمعيَّة زخمًا مشهودًا، وضاعف من مصداقيَّتها وحسن أدائها.