يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأحد المقبل فعاليات معرض وندوة «نايف القيم» والذي تنظمه وتستضيفة جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وبهذه المناسبة ثمن الدكتور سعيد بن أحمد الأفندي عميد معهد الدراسات العليا التربوية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة والمشرف على كرسي الأمير نايف للقيم رعاية خادم الحرمين الشريفين للمعرض، مشيرا في حوار لـ «المدينة» إلى أن فكرة المعرض أتت عرفانًا من كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية وجامعة الملك عبدالعزيز بدور الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز-رحمه الله- في تأسيس هذا الوقف العلمي الجليل الذي يبحث في أهم مكون من مكونات الحضارة، وهي القيم والأخلاق والتي تمثل ذروة ما يبلغه الإنسان من رقي وتعايش ليؤدي رسالته الحقيقية في إعمار الأرض، كما أن الأمير نايف -رحمه الله- يشكل بذاته رمزية عميقة للعديد من القيم المستمدة من الدين والقيم العربية والإسلامية، إضافة إلى القيم العملية التي كان نموذجًا لها من خلال العديد من المناصب التي تقلدها في مختلف مراحل حياته.
وأضاف: من هنا كانت فكرة معرض «نايف.. القيم» والذي سيقام سنويًّا بمشيئة الله، وهذا المعرض الأول بتشريف من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- هو أقوى انطلاقة تدفعنا لتكرار التجربة في الأعوام المقبلة
جاء ذلك في حوار لـ «المدينة»:.. فإلى نص الحوار:
وقف علمي جليل
ما هي أبرز الإنجازات لكرسي الأمير نايف منذ إنشائه وحتى اليوم؟
يمكنني أن ألخص الإجابة بذكر أبرز إنجازات الكرسي كما يلي:
دعم الكرسي عددًا كبيرًا من الأبحاث والدراسات العلمية (٣٥ بحثًا ودراسة) حول موضوعات القيم الأخلاقية في شرائح اجتماعية مختلفة، وهو العمل الأساسي للكراسي العلمية، وتم إيصال نتائج وتوصيات هذه الأبحاث للجهات الحكومية والأهلية المهتمة بالموضوع.
نفذ الكرسي ثلاثين ورشة عمل متنوعة حول تعزيز القيم الأخلاقية في مختلف أنحاء المملكة.
عقد مؤتمرًا عامًا في رحاب جامعة الملك عبدالعزيز عن القيم الأخلاقية ودورها في الحوار والتعاون الإنساني والحضاري بين الأمم.
قدم الكرسي ١٢ محاضرة عامة لإثراء المعرفة بموضوع القيم الأخلاقية.
إعداد مشروع خطة جامعية لتعزيز القيم الأخلاقية الواردة في رؤية ٢٠٣٠.
قدم الكرسي مشروعًا لإعداد خطة إستراتيجية وطنية لتعزيز القيم الأخلاقية ١٤٣٨ - ١٤٤٢ هـ.
شارك الكرسي في تسعة مؤتمرات ومنتديات داخل وخارج المملكة في إطار القيم الأخلاقية.
دعم عددًا من الرسائل الجامعية في موضوع الأخلاق والقيم.
إطلاق مشروع سفراء القيم بين الطلاب والطالبات ليكونوا نماذج حية بين إخوانهم وزملائهم.
إطلاق مسابقة أخلاق للأفلام القصيرة والتي تفاعل معها عدد كبير من المهتمين وتم إقامة مهرجان مصغر لها في جامعة الملك عبدالعزيز.
إقامة عدد من الشراكات والتفاهمات مع بعض الهيئات والمؤسسات الوطنية، وتوقيع ٥ مذكرات تفاهم.
نشر الكرسي ١٥ مجلدًا متنوعًا حول القيم الأخلاقية تم تزويد الجامعات ومراكز البحوث بنسخ منها.
ترجمة بعض المحاضرات إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
تحكيم عدد من الدراسات ومواثيق أخلاقيات التعليم وأخلاقيات المهنة، وغيرها.
تقديم عدد كبير من الاستشارات العلمية حول موضوعات القيم الأخلاقية.
إسهام الكرسي في حساب التويتر وعلى موقع الكرسي الإلكتروني لنشر القيم الأخلاقية الإيجابية وتعزيزها حيث بلغ عدد متابعيه والمتفاعلين معه أكثر من ٢٥ ألف متابع.
النشاط الإعلامي، والصحفي بخاصة، والتواصل مع أكثر من ٢٠٠ كاتب صحفي ناقشوا موضوع القيم.
المشاركة في كثير من اللقاءات التربوية والثقافية حول القيم الأخلاقية.
أعد الكرسي ببلوجرافيا تضمنت أعمال المؤلفين والباحثين القدامى والمحدثين الذين اهتموا وعالجوا موضوعات الأخلاق والقيم.
وأخيرًا تاج إنجازات الكرسي وهو معرض «نايف القيم» في رحاب جامعة الملك عبدالعزيز.
دعم الأبحاث العلمية حول القيم
كيف يمكن قياس أثر أعمال الكرسي وماهي الوسائل التي تستخدمونها لمعرفة تأثير ما تقدمون من أعمال وجهود؟
طبيعة عمل الكرسي في الدرجة الأولى علمية بحثية، لذلك تنحصر جلّ أعماله في إعداد ودعم الأبحاث العلمية حول القيم وتعزيزها، وإقامة ورش العمل والندوات والمؤتمرات والشراكات مع المؤسسات الموازية. وهذا لا ينفي أن تكون للكرسي إضافة لمناشط تربوية واجتماعية مهمة في تنشيط الحركة الأخلاقية ونشرها في أوساط الشباب، عن طريق الاستشارات والمسابقات والدورات. كما أن الكرسي ينشر أبحاثه العلمية ويوزعها على أهل الرأي والاختصاص ليفيدوا من توصياتها في معالجة الثغرات الموجودة في المجتمع. أما قياس الأثر فهذا يمكن أن تقوم به جهات أخرى.
تفاعل الشباب مع تغريدات الكرسي
ما دور كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية في رصد انحلال القيم في مواقع التواصل ومواجهتها؟
يمكن للكرسي أن يقوم بدراسة اجتماعية مسحية عن مدى تأثير أعمال الكرسي في تحسين الحالة الأخلاقية في المجتمع، ومعرفة درجة فعّاليته ونجاحه في تحقيق أهدافه. وقد لاحظنا تفاعلًا إيجابيًا كبيرًا بين جمهور كبير من الشباب والمثقفين وبين تغريدات الكرسي الأخلاقية التي تنشر يوميًا على حساب الكرسي (تويتر).
غياب الوسطية وتشويه المفاهيم
ماهي جهود الكرسي في تحقيق الأمن الفكري ومواجهة التطرف؟
اهتم الكرسي بدراسة التطرف، ورصد أسبابه، ووضع العلاج المناسب له، وإيصاله إلى الجهات المسؤولة عن مواجهته. وفي رأينا أن هذا الانحراف الفكري ناشئ عن بعض النزعات المغالية، وغياب قيم الوسطية، وعن تشويه بعض المفاهيم الدينية وتحريفها، وعن بعض الأسباب الأسرية والاجتماعية والاقتصادية، و لابد من عمل وطني تربوي وديني واجتماعي وأمني مشترك ومنسق لمعالجة هذا الانحراف والقضاء عليه؛ وذلك بتصحيح المفاهيم الفكرية والدينية، وتوعية الشباب، وبإيجاد فرص العمل، ونشر قيم الوسطية والاعتدال والوطنية.
إن أفضل طريق لوقاية أبناء وطننا في عالم اليوم من هذه الظواهر السلبية هو أن نعمل على تكوين ما نسميه بـ (المناعة الفكرية والأخلاقية) لديهم، بحيث لا تؤثر فيهم جراثيم الانحرافات والسلوكيات الفكرية والأخلاقية المنتشرة في المجتمعات المعاصرة، مشيرًا إلى أن الكرسي يقوم على دراسة أسباب هذه الظواهر، ويصف العلاج المناسب لها بوسائل عصرية، خاصة في عصر كعصرنا، غلب عليه التماهي الفكري والثقافي والأخلاقي، وتحكمت فيه القنوات والمنافذ الثقافية والإعلامية المختلفة، والتي يسهم كثير منها، في عملية التحلل القيمي.
إن معالجة هذه الظاهرة تحتاج إلى تعاون وتنسيق بين مختلف الجهات والمؤسسات الوطنية، وعلى رأسها المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والإعلامية والاجتماعية.
التطرف والعصبيات أبرز ملامح الخلل
ماهي ملامح الخلل القيمي في المجتمع، وكيفية معالجة الكرسي لها؟
أبرز ملامح الخلل القيمي في المجتمع التطرف، والتغريب، واللامسؤولية عند بعض الشباب، واللهو، وعدم الرغبة في العمل، والعصبيات القبلية والمناطقية، وغياب الأمانة، والنزاعات الأسرية، والصراع بين الأجيال، وتقليد الأجانب، وغيرها..، وقد دعم الكرسي أبحاثًا علمية لها، تحاول التنبيه إلى هذا الخلل ومظاهره، وتقدم التوصيات التربوية والاجتماعية والتعليمية، كما تحاول دراسة الأسباب المؤدية له وتقديم الوصفة المناسبة لمعالجته من قبل المؤسسات المختصة.
إستراتيجية وطنية شاملة
هناك فجوة لدينا بين القيم الأخلاقية وإمكانية تطبيقها، كيف تنظرون لهذا الأمر وكيف يتم ردم هذه الفجوة؟
هذه الفجوة ليست خاصة بالمجتمع السعودي، بل هي عامة في أكثر المجتمعات الإنسانية اليوم، وذلك بسبب الانفتاح الثقافي الواسع، وتدفق المعلومات والأفكار والأحداث عبر القنوات التلفزيونية والإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعصف بالعالم اليوم، وبالإضافة إلى تناقض التوجيهات والرسائل التي يتلقاها أبناء المجتمع من وسائل الثقافة والإعلام المختلفة، ولذلك لابد من عمل جماعي متناسق، و تعاون محلي وإقليمي ودولي، بل لا بد من استراتيجية وطنية محكمة لنشر القيم الأخلاقية وتنميتها وتعزيزها وتفعيلها في جميع شرائح ومستويات المجتمع.
الأفندي لـ المدينة : «نايف القيم» عرفان من الجامعة والكرسي بدور الأمير الراحل في تأسيس هذا الوقف العلمي الجليل
تاريخ النشر: 13 مايو 2017 03:17 KSA
ثمن رعاية خادم الحرمين للمعرض
A A