هل بالفعل نحن نقرأ القرآن ونتفهم معانيه؟! وهل بالفعل نحن نطبق ما جاء به التطبيق الصحيح؟! الإجابة بالنفي . ففي عصر الجاهلية كانت المرأة تذل وتستعبد بل وتقتل،قال تعالى{ وإذا الموءودة سُئِلت بأي ذنب قتلت }،وقال تعالى { ولا تقتلوا أولادكم خَشيةَ إملاق }،وقال تعالى :{ وإذَا بشِّر أحدهم بالأنْثى ظَلّ وجهه مُسْوَدّا وهو كظيم يتوارى من القوم من سُوء ما بشِّر به أيُمْسِكه على هُون أم يدسّه في التّراب ألاَ ساء ما يحكمون }،وقال تعالى (وكذلك زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) . تلك الآيات العظيمة تبين لنا كيف أن المرأة ، والتي هي الأم والجدة والابنة والأخت والعمة والخالة والزوجة ، تنتهك حقوقها التي كرمها الله بها ، قال تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم ) ،وبني آدم يشمل الذكر والأنثى ، وليس كما يعتقد البعض «الرجل فقط». أوردت تلك الآيات العظيمة لكي نوضح كيف أن الله سبحانه وتعالى ، الذي خلقنا من ذكر وأنثى، والذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ،هو الوحيد الذي يرأف بعباده بل ويكرم عباده ذكوراً كانوا أم إناثاً في حين أن البشر من الذكور لا يمتثلون لأوامر ونواهي الله جلت قدرته.
ما دفعنا إلى الحديث عن المرأة هو البعض في مجتمعنا الذي غلب عادات وتقاليد بالية على عبادات أمر بها الله لاحترام المرأة وصيانة حقوقها من عبودية الرجل. فالمتتبع لأحوال المرأة عند هؤلاء يجد أنها أحوال لا تسر،فهي تخضع لولاية الأب ثم يسلمها عندما تبلغ لولاية الزوج وكأننا أشبه بسباق تتابعٍ ،كل يسلم الراية للآخر وهي لا حول لها ولا قوة تتنقل بين الرجال وكأنها دمية ،كل يتلقفها وينتهك حقوقها؟! بل إن هناك أشباه رجال لا يعرفون من الدين إلا الذهاب فقط للمساجد للصلاة على الرغم من أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر،وأن الدين المعاملة ،وأن خيركم خيركم لأهله . وصدق الإمام محمد عبده حيث قال «ذهبت لأوروبا لأجد إسلاماً بدون مسلمين ،في حين في بلد المسلمين نجد مسلمين بلا إسلام». نابليون بونابرت عندما أتى لمصر أخذ قوانين الأحوال الشخصية ،وفق الشريعة الإسلامية ، وعلى المذهب المالكي، وعندما أرسلت تلك القوانين الفرنسية من أصل إسلامي لمصر قالوا عنها مشايخ وعلماء الأزهر « ردوا بضاعتنا إلينا «، يقصدون الفرنسيين بعد أن جعلوا تلك القوانين الإسلامية قوانين فرنسية.
نخلص إلى القول إن سلمان الحزم والعزم أعاد إلى المرأة كرامتها وحقوقها وذلك بإسقاط ولاية الرجل لكي تتدبر المرأة شؤونها بنفسها. فتحية لهذا الزعيم القادم بقوة.