لم يخيِّب الأهلي والهلال ظنَّ التوقُّعاتِ، فكانا طرفي نهائي كأس خادم الحرمين الشرِيفين هذا الموسم (2017).
لم يكنْ طريقُ الفريقين صعبًا للوصول للنهائي؛ لكنَّهما الأحقُّ بالوصول إليه؛ عطفًا على المستويات التي قدَّمها الزعيمُ والرَّاقي هذا العام، توَّجَاها بالمركزين الأوَّل والثَّاني للدوري، والوصول لدور الستة عشر في أبطال آسيا.
من الجانب الفنيِّ يتفوَّق الهلالُ على الأهلي، حيث يدخلُ الزَّعيمُ اللقاءَ وهو في قمَّة توهجه، بعد أن وصل دياز بالفريق إلى التكتيك المثاليِّ، والأداء الفنيِّ العالي، حيث فاز في (27) مباراة، ولم يخسر سوى (3) في جميع المسابقات المحليَّة، ويعيش الهلال انتعاشةً فنيَّةً أعادت إلى الأذهان الفترة المميَّزة التي قاد الفريق فيها المدرب جريتس عام 2011، حين لم يخسر ولا مباراة في الدوري، في حين يعيشُ الرَّاقي تقلُّباتٍ فنيَّةً غريبةَ الشكلِ، لا معنى، ولا مبررَ لها، فقد خسر، وتعادل في مباريات كانت بين يديه، وقدَّم مباريات أخرى مميَّزة وقويَّة، لكنَّه لم يُرْضِ نهائيًّا عشَّاقَه ومحبِّيه هذا العام، حيث فاز في (23) مباراة، وخسر (6) مباريات، وهو معدل ضعيف جدًّا أمام نتائج ومستويات الفريق الباهرة العام الماضي، رغم وجود نفس المدرب، ونفس العناصر تقريبًا، إلاَّ أنَّ الأهلي هذا العام يمرُّ بتقلُّباتٍ فنيَّةً لا تلائم إمكانيات الفريق وظروفه المميَّزة.
على الجانب المعنويِّ، فبالتأكيد أن الهلال في أوج معنويَّاته؛ بتحقيقه الدوري بعد غياب، وبالتالي سيكون دافعًا كبيرًا للفريق لإلحاق الكأس بالدوري، وتحقيق إنجاز الأهلي العام الماضي، في حين يمرُّ الأهلي بفتورٍ معنويٍّ واضحٍ لدى لاعبيه، فقد غابت هيبة الرَّاقي هذا العام في كثير من لقاءاته، وكان بالإمكان -عطفًا على الإمكانات الفنيَّة- أن يذهبَ الرَّاقي إلى ما هو أبعد هذا العام، وربما يعيد إنجاز العام الماضي، ولكن كان من الواضح غياب الرُّوح والإصرار والحماس الذي شاهدناه العام الماضي، ولا نعلم إنْ كان سيختمُ موسمه بنفس الوضع، أم أنَّه يخبئ شيئًا آخرَ؟!
وبالتالي تنحاز الظروف الفنيَّة والمعنويَّة للهلال، في حين ينحازُ المكان فقط للأهلي، بإقامة المباراة في جدَّة، غير أنَّ جروس وفريقه يحتاجون إلى أداءٍ تكتيكيٍّ عالٍ، وجهدٍ بدنيٍّ كبيرٍ جدًّا؛ حتَّى يخطفوا الكأس من بين يدي دياز وفريقه.
الرَّاقي والزَّعيم في اللقاءِ الملكيِّ على كأس خادم الحرمين الشريفين، هو خيرُ ختامٍ لموسمٍ ثريٍّ بالأحداث، ومثيرٍ من بدايته حتَّى نهايته، ومن المؤكَّد أنَّ جمهورَ الفن والإبداع الكروي في السعوديَّة، والخليج، والعالم العربيِّ على موعدٍ هامٍّ ومميَّزٍ لنزال عملاقي الكرة السعوديَّة حاليًّا الهلال والأهلي، على نهائي أغلى وأهمِّ البطولات المحليَّة، في لقاءٍ نكرر دائمًا أن لا خاسر فيه بلقاء قائد الأمَّة الإسلاميَّة سلمان الحزم -أيَّده الله-. (مشاهدة ماتعة نتمنَّاها لكم).
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
