كتبتُ تحت هذا العنوان، عن تميُّز جامعة الملك عبدالعزيز قبل سنوات مضت، لكن في هذه المرَّة أودُّ أن أشاركَ جريدة "المدينة" الغرَّاء، التي تفرَّدت بتغطية احتفاء الجامعة بتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في مناسبةٍ هامَّةٍ جديرةٍ بالإشادة بها، والحديث عنها.
في يوم الأحد، الموافق للثامن عشر من شهر شعبان في عام 1438هـ، لبست جامعةُ الملك عبدالعزيز أحلى ثيابها، وتزيَّنت بأجمل حليِّها، كيف لا وهي تستقبل إطلالة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهد الأمين، وأصحاب السمو الملكي الأمراء، وأصحاب المعالي الوزراء، وكل من حضر احتفاليَّة افتتاح المعرض التفاعلي لـ"نايف القيم".
كان حدثًا فريدًا، ومناسبةً عظيمةً، عطَّر فيها خادمُ الحرمين الشريفين بتشريفه سيرةَ أسدِ السُّنَّة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -يرحمه الله- وأعاد إلى الأذهان والقلوب إنجازات أميرٍ عظيمٍ، كان حبّ وطنه وأمنه، وراحة مواطنيه وأمنهم يسكن قلبه، ويشغل كلَّ وقته وتفكيره، كان تشريف الملك المفدَّى تأكيدًا لكلِّ القيم التي تمثِّل أعمالَ وإنجازاتِ شقيقه الراحل العظيم، الذي عشق وطنه وأمته.
من خلال جريدة "المدينة" الغرَّاء، أبعثُ تحيةَ تقديرٍ وإكبارٍ لمعالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي، وكلّ منسوبي الجامعة، الذين أثبتوا أنَّ رسالة الجامعة الراقية هي ربطها بالمجتمع، ولعلَّ أبرزها استمراريَّةً كرسي الأمير نايف الأخلاقيَّة، الذي أُنشئ في حياته -يرحمه الله- لتعريف أبناء الوطن والعالم أجمع بقيمة أخلاقيَّات الراحل العظيم، الذي قمع الإرهاب وحاربه من أجل الحفاظ على مكتسبات هذا الوطن الغالي، وكان سلاحه الفذ إيمانه العميق بدينه، وإخلاصه لوطنه، وأمن مواطنيه، وترسيخًا لفكره الوسطي الذي كان ينبذ كلَّ أنواع الإرهاب والعنف والتطرُّف من أيٍّ كان، وفي أيِّ مكانٍ وزمانٍ كان، وقد اتَّصف سموّه الكريم بالحزم والعزم والسماحة.
وقد احتفلت الجامعةُ -بقيادة هذا المدير- بمرور خمسين عامًا على إنشاء هذه الجامعة العظيمة، وكان درة التاج في احتفالاتها تشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لهذا الحدث العظيم، وكان ذلك في يوم الثامن عشر من شهر شعبان 1437هـ.
وفي يومٍ أغرٍّ، وللمرَّة الثانية شرَّف خادمُ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بحضوره رحابَ جامعة الملك عبدالعزيز؛ احتفاءً بشقيقه العظيم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وتشرَّفت الجامعة بافتتاحه لمعرض "نايف القيم"، وكان حضوره -يحفظه الله- سبقًا سيتصدَّر تاريخ تأسيس هذه الجامعة العظيمة، وإنجازاتها، وإبراز دور الفكر والعلم في مقارعة الإرهاب، وتوعية شباب الأمة وأملها بدورهم المجتمعي، وقيمة الأمن الذي ينعمون به، والتأكيد على سياسة حكومتنا الرشيدة التي تُعتبر العدو الأول للإرهاب والفكر المتطرِّف.
ولقد تشرَّفت الجامعةُ بمنح درجة الدكتوراة الفخريَّة لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في مجال (تعزيز الوحدة الإسلاميَّة) في 18 شعبان 1437هـ، عندما شرَّف خادم الحرمين الشريفين احتفال الجامعة بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنشائها.
وفي 18 شعبان 1438هـ، وبناءً على الموافقة السامية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين، تشرَّفت الجامعة بمنح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليَّة درجة الدكتوراة الفخريَّة في مجال (مكافحة الإرهاب)، خلال افتتاح الملك المفدَّى لمعرض (نايف القيم)، والفعاليَّات المصاحبة، وتلك لعمري مكرمة نالتها الجامعة بفضل جهود مديرها، وصدق نواياه.
شكرًا معالي مدير الجامعة لفكرك الرَّاقي، وإبداعك، ولكلِّ منسوبي الجامعة المخلصين، الذين أتاحوا لنا التشرُّف بلقاء قائد الأمَّة وملكها مرَّتين في رحاب الجامعة، التي تحمل اسم مؤسس هذا الكيان الكبير.
وشكرًا لك مرَّة أخرى لإبرازك الدور العظيم للراحل الفذ صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في محاربة الفكر المتطرِّف والغلوِّ وإعلاء سماحة الإسلام، وشكرًا لكلِّ مَن ساهم في تجسيد قيمة الأمن الذي ننعم به، من خلال محاربة الإرهاب والتطرُّف التي كانت تسكن فكر وقلب الراحل العظيم.
سدَّد اللهُ علَى دروبِ الحقِّ والإنجازِ خُطاكُم، وأنارَ بصيرتَكُم، ونفعَ بِكُم العلمَ وطلابَهُ.