Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رحمك الله يا أبا عمر

No Image

A A
قال الله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ).. وقال النبيُّ المصطفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنَّ روحَ القدسِ نفثَ في روعِي أنْ لا تموتَ نفسٌ حتَّى تستوفِي رزقَهَا وأجلَهَا فاتَّقُوا اللهَ وأجمِلُوا في الطَّلبِ).

إنَّ القلمَ ليعجزُ، واللسانَ يتلعثمُ، والقلبَ يحزنُ، والعينَ تدمعُ، ولا نقولُ إلاَّ ما يرضي ربنا، «إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ»، فله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلِ مسمَّى..

ودَّعنا بالأمس القريب، الشيخ محمد بن إبراهيم الشاوش العمري، توفاه اللهُ يوم الجمعة وهو يقرأُ القرآنَ، وموت يوم الجمعة، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنه: (مَا مِن مسلمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ أو ليلةَ الجمعةِ إلاَّ وقاهُ اللهُ فتنةَ القبرِ)، وهي علامة حُسن الخاتمة -إنْ شاءَ الله تعالى- فقد كان -رحمه الله- من الدُّعاة إلى الله بحُسن خُلقه، وسلامة قلبه، وابتسامة محيَّاه، آخذًا بقول النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (مَا مِن شيءٍ أثقلُ فِي ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِن خُلقٍ حَسنٍ)، وقد كان تقيًّا ورعًا عابدًا ناسكًا معاشرًا لأهله بالطيب والمعاشرة الحسنة، وَصولاً للأرحام، آخذًا بحديث النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (مَنْ سرَّهُ أنْ يُبسطَ لهُ فِي رزقِهِ ويُنسأ لهُ فِي أثرِهِ فليصِلْ رحمَهُ).

كان رجلاً مؤمنًا بالله، واثقًا بموعوده، وما عند الله خير وأبقى، يشهد له القريبُ والبعيدُ بحسن سيرته، وطيب كلامه، وكان معلِّمًا مخلصًا وفيًّا، كان مدرِّسًا في مدرسة سماحة العلامة الشيخ عبدالله القرعاوي -رحمه الله- وقد كان في أخلاقه قدوة لطلابه، فيه تواضع، سليم الصدر، حليمًا رزينًا رفيقًا، آخذًا بقول رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (مَا كانَ الرفقُ فِي شيءٍ إلاَّ زانَهُ ولاَ نُزعَ مِن شيءٍ إلاَّ شانَهُ).

كان يحبُّ أن يقول القول السديد، كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)، كان -رحمه الله- وأحسبه كما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ يشدُّ بعضُهُ بعضًا وشبّكَ بينَ أصابعِهِ).

رحمَ اللهُ أبا عمر، وأسكنه فسيحَ جنَّاته، ونسأل الله تعالى أن يجعله في الفردوس الأعلى، وأن يريه مقعدَه في الجنَّة، وأن يجعل قبرَه روضةً من رياض الجنَّة، ويلهم أهله وأقاربه ومحبيه الصبر والسلوان، وأن يجعلَ الخيرَ والبركةَ والصلاحَ في إخوانه وذريته وأحفاده.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store