يعتبر شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة وقد ميزه الله بأن فيه تقبل الدعوات وتتحقق الأماني وتكثر فيه العبادة والتفرغ لها تماماً دون الانقطاع عن مشاغل الحياة المعتادة،
بما أننا أمة مسلمة اصطفاها الله عن دون العالمين بالدين الحنيف، تطيع الله كما أمر وتبتعد عما نهى عنه ورسوله المصطفى ، ولا خلاف في ذلك .
فصوم شهر رمضان من هذه الأوامر وقيامنا بصيامه من هذه الطاعات، حيث ورد في الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )متفق عليه وتنفيذها على أكمل وجه كما ينبغي وكما يليق بأمة محمد صلى الله عليه وسلم .
فالصيام لم يتغير في مفهومه ولا واجباته ولكن اختلف أن المسلم كيف يؤديه على أكمل وجه .
الآن مع الإنشغال بالمغريات، فقد تداخلت وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي والسوشيال ميديا في زمننا الحالي ، وقامت بدور الإغراء على النفس ، جرفت العقول وسلبت الوقت من بين أيدينا وتبعناها بهدوء ولا ضير في ذلك مادامت تخدمنا في حياتنا الحديثة .
لكن أن تطغي على روحانية أقدس شهر في العام فهذا مايرفضه ويتعجب له العقل.
لقد أصبحت البرامج والمسلسلات كالسيل المنقول الصامت حين يجرف المدن ويدمرها ، فلا قيود ولا مراعاة ولا إحترام ولا تقديس للشهر الفضيل !!
أصبحت بعض مؤسسات الإعلام تتسابق في تقديم ما يشغل المسلم عن الذكر والطاعة والتفرغ للعبادة ، بطريقة خفية من خلال عرض تلك المسلسلات ، التي تشد إهتمام اكبر شريحة في المجتمع .
أنا لست ضد الترفيه والتنفيس ولكن ضد الكم الهائل الذي يحبس الفرد أمام الشاشة ، وظهور العنصر النسائي بشكل مغرٍ ولا إحتشام، وسيناريو المسلسلات والقصص التي تُعرض لا تليق بروحانية الشهر الفضيل . .
بما أننا مقبلون على الشهر الفضيل ؛ فلمَ لا نتفرغ له تماماً و نعيش الروحانية والطمأنينة والسكينة لنكسب مضاعفة لاتعوض من الحسنات والمغفرة والرحمة والنجاة من النار،
ولنتسابق على الطاعة ، وهي مطلب كل منا .
دعونا نولِ اهتمامنا بمن حولنا من المتعففين والمحتاجين وذوي القربي ، وبر الوالدين والإحسان لهما ، والأبناء والأرحام ، وزيارة المرضى والأسير والمأسور ، وكل أولئك بحاجتنا في هذا الشهر الفضيل !
دعوها !!
فلا ينقص من العمل لله شيئاً وإنما يتضاعف الرصيد الإيماني عند الله تعالى .