إن كانت دعوة واستضافة القمم الثلاث بالرياض تتويجًا للدبلوماسيَّة السعوديَّة، فإنَّ حسن الإعداد، وحسن الترتيب، وتوفير الراحة والإقامة والنقل والسلامة والاستقبال والتوديع، لعدد 55 من رؤساء وقادة وملوك وأمراء العالم، بهذا المستوى العالي من الأمن، والمستوى العالي من معايير السلامة والإقامة، في خلال يومين، يُعتبر تتويجًا لعبقرية المواطن السعودي.
لم يظهر قرب التحالف الأمريكي، كما ظهر في القمم الثلاث بالرياض، هناك تطابق في معظم أو كل وجهات النظر السعوديَّة - الأمريكيَّة تجاه القضايا السياسيَّة الخارجيَّة، وهناك تعاون اقتصادي بلغ ذروته بتوقيع اتفاقيَّات تصل قيمتها إلى 400 مليار دولار، للاستثمار المشترك والتبادل العسكري، وتبادل الخبرات.
اللافت هو الاتفاق في نهاية القمة الخليجيَّة الأمريكيَّة، بتبادل مذكرات تفاهم لإنشاء المركز العالمي لمكافحة التطرُّف، ومراقبة التمويل للإرهاب عالميًّا، يكون مقرُّه في الرياض، وهو في رأيي، شهادة وفاة للقانون المُجحف بحق المملكة الذي صدر في أواخر عهد باراك أوباما، المعروف باسم جاستا، والذي يُخوِّل عائلات ضحايا أحداث 11 سبتمبر مقاضاة المملكة بزعم تمويل الإرهاب.
مكاسب القمة الإسلاميَّة الأمريكيَّة كثيرة، ولكن أهمها أنها أظهرت ولأوَّل مرَّة بكل وضوح، أن ربط الإرهاب بالدِّين الإسلامي محض افتراء زائف، يُنكره كل العالم، وأن كلمات الرئيس دونالد ترامب في حق المسلمين، وفي حق الأديان تُؤكِّد تبرئة الإسلام من تُهمة الإرهاب، بل الإرهاب أكبر عدو للأديان.
المحطة التالية للرئيس الأمريكي ستكون إسرائيل، وبعدها الفاتيكان، ونأمل أن تصل كلماته الصادقة لهما؛ لتأكيد نفس المعاني، وبعد نهاية الجولة يجب أن نضع هذه الاتفاقيَّات في حيز التنفيذ.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
قيمتُكَ لنْ تتغيَّرَ، ولنْ تنخفضَ، لو أنَّ أحدًا مَا، لمْ يدركْ عظمتَهَا.