تشهدُ زيارةُ الرئيسِ الأمريكيِّ دونالد ترامب للمملكة العربيَّة السعوديَّة، على الدَّورِ الحيويِّ الذي تقومُ به السعوديَّةُ دينيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا في العالَمين العربيِّ والإسلاميِّ، ونظرًا لما يشهده العالمُ من اضطراباتٍ داميةٍ، كانت المملكةُ محطَّ الأنظارِ، لما تحظى به من أمنٍ وأمانٍ، وتكاتفٍ قلَّ مثيلُه بين الشعبِ وقيادتِهِ.
أسفرتْ زيارةُ الرئيسِ الأمريكيِّ للمملكةِ، واجتماعُ قادةِ الدول الإسلاميَّةِ في الرياض عن قراراتٍ حاسمةٍ، كان من أهمِّها افتتاح المركز العالميِّ لمكافحة الفكر المتطرِّف والإرهاب (اعتدال)، والذي كان بمثابة الضربة القاتلة في وجه مَن يسعى إلى العبثِ بأمنِ الأوطانِ وشعوبِهَا.
اليومَ أدركَ العالمُ أنَّ المملكةَ العربيَّةَ السعوديَّةَ -كما كانتْ سابقًا- الحليفُ القويُّ، والمُؤثِّرُ الدَّاعمُ -عسكريًّا وإقليميًّا وسياسيًّا-، وهذا ما خوَّلها إلى أنْ تكونَ في مصافِّ مراكز القوى العظمى عالميًّا.
نعلمُ أنَّ مِن إفرازاتِ عقيدةِ الإمامةِ السفيهةِ -والتي لم يُدركْهَا أتباعُهم- أنَّ عقولَهم الوهنةَ صوَّرتْ لهُم أنَّهم أصفياءُ اللهِ في خلقِهِ، وأنَّ مَا عداهم مجرَّد أتباعٍ، وأنَّ كلَّ مَن علَى الأرضِ ومَا تحتَهَا غنيمةٌ لا يحقُّ لغيرِهم تملكهَا، حتَّى باتَ الدِّينُ لهوًا، تعبثُ به أذرعتُهم الممتدةُ في كلِّ وادٍ! فلم يسلم العالمُ كافَّةً من دنسِ إفرازاتِ فكرِ طائفيَّتِهم السامَّةِ تلك.
من هذا المنطلقِ أصبحَ لزامًا على فرقِ الضلالِ تلك، والتي ساهمتْ بشكلٍ فاعلٍ في إحداثِ الفتنِ، وزرعِ الطائفيَّةِ، وزعزعةِ أمنِ دول الجوار، والتدخل في شؤونِهَا الداخليَّة أن تحسبَ ألفَ حسابٍ، وتضعَ نصب أعينهَا أنَّها تقفُ في مواجهةِ قوَّةٍ عالميَّةٍ بقيادةٍ سعوديَّةٍ، شاءَ مَن شاءَ، وأَبَى مَن أَبَى، وأنَّ قيادتنا الحكيمة لن تسمحَ أن يكونَ على أرضِها موطئ قدمٍ لمَن يجرؤ على التعدِّي على حدودِها، أو التدخل في شأنِها الداخليِّ، أو اختراق القوانين والمواثيق الدوليَّة، من أجل تحقيق أهدافِها الإجراميَّة.
إنَّ كلَّ مَن تُخوِّل له نفسُه جعلَ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ معبرًا لمخططاتِ قِمْ وأشباهِهَا من الداخل أو الخارج؛ أضحى اليوم في قبضةِ مجهرِ الرقابةِ السعوديَّةِ التي أبى رجالُها المخلصُونَ إلاَّ الجهاد القويم الحق في سبيل رفع البصمةِ السوداءِ التي ألحقَها أولئك الضَّالُّونَ بالإسلامِ والمسلمِينَ.
* مرصد..
تحتَ رايةِ قيادتِنَا الرشيدةِ، شهدَ العالمُ أجمع أنَّ جوهرَ مقوِّماتِ قوَّتِنَا الوطنيَّةِ كانَ ماثلاً في ثلاثِ حقائقَ:
* تلاحمُ القلوبِ قيادةً وشعبًا في مواجهةِ التحدِّياتِ.
* العدلُ والمساواةُ في الحقوقِ والواجباتِ.
* الموروثُ الدِّينيُّ والثقافيُّ والقيميُّ الذي يحكمُ العلاقاتِ بينَ أفرادِ المجتمعِ السعوديِّ.