جمعية حفظ النعمة الخيرية نجم جديد يتلالأ في سماء العمل الخيري بأطيافه الواسعة وخيره العميق الراسخ في الأرض، الذي يمكث فيها الدهر كله حتى قيام الساعة، فإطعام الجائع إحياء للنفس، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً.
هذه الجمعية التي لم يتجاوز عمرها 4 أعوام هي الوحيدة المتخصصة في العمل على جمع الفائض من الطعام من الأفراح والمناسبات، ومن الفنادق والمطاعم وإعدادها بصورة لائقة قبل توزيعها على المحتاجين بمختلف فئاتهم من أسر وأفراد ومواطنين ومقيمين.
وأما المهمة الأخرى (وهي شاقة في مجتمعنا للأسف الشديد)، فهي التوعية بحفظ النعمة للتقليل من الهدر الذي أصبح ظاهرة مؤلمة جداً في بلادنا، إذ توضح الإحصائيات الموثقة أن الهدر اليومي يصل إلى ما يعادل 8 ملايين وجبة، يمكنها أن تطعم 8 ملايين جائع في منطقتنا العربية وحدها. وهي ظاهرة قلَّما يسلم منها بيت موسر أو متوسط الحال في بلادنا، إذ تُؤكِّد الإحصائيات أن ثلث طعام البيوت يذهب هدراً.
وفي العام الماضي وحده تمكّنت الجمعية من توزيع قرابة 3 ملايين وجبة على مستحقيها، أي بمعدل 8 آلاف وجبة يوميا. وهو جهد كبير في ظل الإمكانيات المتواضعة التي تملكها الجمعية. وإعداد كل وجبة يُكلِّف 30 هللة، والمأمول خفض التكلفة هذا العام إلى 25 هللة لإعداد الوجبة الواحدة من حيث سلامة محتواها صحياً وملاءمة شكلها ذوقياً وبصرياً.
الأمر المهم الآخر هو جواز تلقي الجمعية للزكاة كونها تُصرف لإطعام الفقراء والمحتاجين ولإقامة أودهم، وسد أحد أهم وجوه الإنفاق لديهم، وهو الغذاء. لست مفتياً، ولكنها إفادة (مبنية على فتوى شرعية) من السيد عبدالقادر البكري عضو مجلس إدارة الجمعية، ورئيس اللجنة التنفيذية فيها، وهو العضو النشط الفاعل العامل مع ثلة من الشباب المتحمس لهذا المشروع الحيوي.
أما رئيس مجلس الإدارة فهو السيد أسامة الفيلالي المعروف على مستوى رجال الأعمال، والوجيه على مستوى المجتمع، نسأل الله له التوفيق والسداد، وللجمعية النجاح والنمو وواسع الانتشار.