سيطرت أمس السبت، حالة من الحزن والحداد على المصريين، في أولى أيام رمضان المبارك، واتشح المصريون اللون الأسود تزامنًا مع مواصلة تشييع ضحايا الاعتداء الدامي الذي أودى بحياة 29 قبطيًّا غالبيتهم من الأطفال، لاسيما في بني سويف والمنيا، واصطف أهالي الضحايا في السرادق لتلقى العزاء، وشيع الآلاف من أهالي مركز الفشن الجثامين من داخل الكنيسة في مشهد مهيب، حيث صفق الحضور خلال دخول الجثامين الكنيسة وسط هتافات تطالب باجتثاث الإرهاب من جذوره. فيما اتجهت وفود من الأهالي مسلمين وأقباطًا بمحافظة بني سويف، إلى السرادق المقام أمام كنيسة قرية نزلة حنا التابعة لمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف؛ لتقديم واجب العزاء في 7 أشخاص في حادث إطلاق النار.
داعش يتبنى
أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي السبت مسؤوليته رسميًّا عن الهجوم الذي تعرض له الأقباط في محافظة المنيا. وقال التنظيم المتطرف في بيان عبر تطبيق تليجرام أمس، «قامت مفرزة أمنية من جنود الخلافة بنصب كمين محكم لعشرات النصارى» (حسب البيان)، غربي مدينة المنيا عاصمة المحافظة، مضيفًا أن مقاتليه أحرقوا إحدى سيارات المسيحيين.
تدمير مواقع الإرهابيين
أصدرت القوات المسلحة المصرية السبت، بيانًا حول نتائج الضربة الجوية ضد معسكرات الإرهاب في درنة بليبيا، كشفت فيه أن الضربة الجوية أسفرت عن تدمير كامل للأهداف المخططة. فيما أعلن التلفزيون المصري أن القوات المسلحة تواصل توجيه ضرباتها الجوية ضد معسكرات الإرهابيين، بينما أكدت الحكومة الليبية، في بيان صادر عنها، وقوف ليبيا صفًا واحدًا إلى جانب مصر في مواجهة الإرهاب.
ملاحقة الإرهابيين
في أول رد فعل رسمي توعّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بملاحقة الإرهابيين داخل البلاد وخارجها. كما أكد الرئيس السيسى، أن حادث أقباط المنيا لن يمر دون معاقبة المسئولين عنه، وذلك في اتصاله بالبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صباح السبت.
معاينات تصويرية
انتهى محققو النيابة العامة من إجراء المعاينات التصويرية والاستماع إلى أقوال المصابين في الحادث الإرهابي. وكانت المعاينة التصويرية كشفت عن العثور على كميات كبيرة من فوارغ الطلقات الناتجة عن إطلاق النيران على الضحايا، وأمرت النيابة بالتحفظ عليها وإرسالها إلى مصلحة الأدلة الجنائية لفحصها من الناحية الفنية. وعثر محققو النيابة على سيارة متفحمة على مسافة 200 متر من الحافلة التي استهدفها الإرهابيون، وتبين أنها تحمل كميات من الأسلحة النارية الآلية. واستعرض المصابون في أقوالهم أمام محققي النيابة كيفية وقوع الحادث، حيث قالوا إن سيارتين اعترضتا الحافلة التي كانت تقل المجني عليهم، وإن السيارتين كانتا تقلان 6 أشخاص ملثمين صعد منهم اثنان إلى داخل الحافلة ثم قاما بأخذ متعلقات المجني عليهم تحت تهديد السلاح أعقبها قيام الإرهابيين بإطلاق النيران على المجني عليهم داخل الحافلة.
الإرهاب يركز على الأطراف
قال ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، ان «داعش» يتبع إستراتيجية جديدة تسمى بـ»شد الأطراف» وضعها عبدالعزيز المقرن في كتابه «حرب العصابات».
وأوضح أن الإستراتيجية تعتمد على خلق مجموعة من الخلايا بصعيد مصر، من أجل إضعاف واستنزاف الأطراف والتخوم كمرحلة أولى في إطار إستراتيجية شد الأطراف ثم تصعيد هذه الإستراتيجية لإنهاك الدولة، من خلال مهاجمة الأهداف في المناطق المنبسطة وتفادى المعارك في المناطق الجبلية الوعرة، كما يفضل القيام بعمليات خاطفة، كما جرى في حادث المنيا.
تغيير الخطة
ولفت عمرو عبد المنعم، باحث متخصص في شؤون الإسلام السياسي أن حدود الأمن القومي أصبحت مفتوحة، موضحًا أن «داعش» غير خطته من ولاية «سيناء»، إلى ولاية «مصر»، واتضح ذلك من خلال بيانه الأخير بأنه لم تعد ولاية سيناء فقط بل ولاية مصر.
مصر تتشح بـ«السواد» خلال تشييع جثامين ضحايا اعتداء المنيا
تاريخ النشر: 28 مايو 2017 03:12 KSA
«داعش» يعلن مسؤوليته رسمياً عن الهجوم
A A