-انعكاس نـمط النوم والاستيقاظ بشكل حادٍ ومفاجئٍ عند دخول شهر رمضان الـمبارك، أمرٌ غيـرُ فطري وبالتالـي غيـر صحي، فالإنسان كائنٌ نـهاري، ينام ليلاً ويصحو نـهاراً، مـما يضع الساعة الـحيوية التي تتحكّم في وظائف البدن الـمختلفة ونـمط إفراز هرمونات الـجسم، تـحت ضغطٍ شديدٍ له مضاعفاته الـحادةُ والـمُزمنة. - عددٌ من السلوكيات الاجتماعية والغذائية للمجتمع السعودي في رمضان يـحتاج دراسةً اجتماعية ومراجعةً علمية، فسلوكيات كثيـر من أفراد الـمجتمع في هذا الشهر، قد تندرج تـحت مُسمّى: «الـهستيـريا الـجماعـية». - أكثر من يعانـي من اضطرابات في النوم خلال رمضان، أصحاب الأمراض العضوية الـمُزمنة، ومن يعانـي من اضطرابات النوم قبل رمضان، كالـمصابيـن بالأرق الـمزمن، نتيجة اختلال ساعات النوم والاستيقاظ. - الـحرمان من النوم الـجيّد بشقيه الـحاد والـمزمن أهم أنواع اضطرابات النوم في الشهر الكريـم، والعجيب، سلوكيّـات الإفراط في تناول الـمأكولات، ومعاناة كثيرين من اضطرابات الـمعدة والقولون خلال شهر «الصوم» !!. - تعكّر مزاج كثيـر من الناس ليس نتيجة الصيام ذاتِه، لكنه نتيجة الـحرمان من العدد الكافي لساعات النوم، فضلاً عن الأعراض الانسحابيةِ لـما اعتمدوا عليه يومياً من مواد مثل الكافييـن (القهوة والشاي ومشروبات الطاقة) والنيكوتيـن (السجائر والشيشة)، وهو ما يفسّر أيضا إصابتهم بالصداع خلال النهار وبـخاصة في الأيام الأُول من الشهر الفضيل. - زيادة الإرهاق والنعاس خلال نـهار رمضان مردّه الأساس إلـى حرمان الشخص نفسه من النوم بشكلٍ كافٍ خلال ساعات الليل، فضلاً عن أن النوم خلال ساعات النهار ليس بـجودة النوم خلال الليل. - يفشلُ كثيـرون في مهمة خفض أوزانـهم خلال شهر صومهم عن الـمأكل والـمشرب، نتيجة التـّخمة من تناول كميات كبيـرة من الطعام بسعرات حراريةٍ عاليةٍ في ساعاتٍ قليلةٍ لـم يعتادوا تناولـها خلال غيـرِه من الشهور، ونتيجة اتّباعهم أسلوب حياةٍ غيـر صحيٍّ يُـهمِل النوم السّليم والرياضة البدنية الـمناسبة. - من الضروري التأكيد على أن الاهتمام بأخذ قسطٍ وافٍ من النوم ليلاً، لا يعني إهـمال حظّ النفس من عبادات الشهر الفضيل، لكنه دعوةٌ إلى تنظيمِ الوقت والالتفات لـحاجات البدن والـمزاج، وتكريسِ التوازن السلوكي، وأداءِ العبادات بتـركيزٍ واستمتاعٍ دون معاناة .. دُمتم بكلّ خيـرٍ وصحة، وتقبّل الله صيامكم وقيامكم.