عندما نتحدث عن المحبة لا يمكن أبداً أن نعبر ضفافها ونخوض في معانيها، أو نسبح في مياهها العذبة الرقراقة، دون أن نمر على كلمات الفيلسوف الشاعر الكاتب جبران خليل جبران..
التي يقول فيها:
« إذا المحبة أومَتْ إليكمْ فاتبعوها..
إذا ضمتكمْ بجناحيها فأطيعوها..
إذا المحبة خاطبتكمْ فصدّقوها..
***
المحبة.. لا تعطي إلا ذاتَها..
المحبة.. لا تأخذُ إلا مِن ذاتِها..
لا تملُكُ المحبةُ.. شيئاً ولا تريدْ أن أحداً يملُكها..
لأنّ المحبة مكتفية بالمحبة.. «.
***
المحبة هي إذن كل شىء، من يمتلكها يمتلك كل ما يمكن أن تحمله الحياة من مباهج. فهي تملك نفسها، ولا يتحكم فيها أحد.. إذا حصل عليها الإنسان حقق كل أهدافه في الحياة. ولا يهزم المحبة إلا طمع وجشع الإنسان، وحبه للمال. فالمال، كما يشدد جبران في كثير من أعماله الفلسفية، هو مصدر شرور الإنسان، إذ يمكن أن يدوس في سبيل
طلبه تحت قدميه الأزهار « كما تدوس قدم الغني قلب الفقير «..!!
***
والسعي إلى امتلاك المال وتنميته، فطرة بشرية، لذا يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً﴾. فإغداق الله المال، أو منعه عن عباده ليس دوماً معياراً للمحبة لعبده، بل امتحان للطرفين على طاعة الله. فإن اللّه تعالى يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ويضيق على من يحب ومن لا يحب، وإنما المدار في ذلك على طاعة اللّه في كل من الحالين، إذا كان غنياً بأن يشكر اللّه على ذلك،
وإذا كان فقيراً بأن يصبر.
- وهذا يأخذنا إلى قيمة المال ..
والإيمان والمحبة مجدداً..
#نافذة:
[من لا يرى الأحزان لا يرى الفرح.]
جبران خليل جبران