يمثل مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة خط الدفاع الأول للتصدي للإعاقة في المملكة ، وذلك عبر البحوث العلمية التي تبحث عن مسبباتها ووسائل تفاديها وعلاجها من خلال التعاون مع أكبر المراكز المتخصصة في هذا المجال على مستوى العالم، حيث حظي هذا المركز بتقدير دولي وشراكات متميزة مع اكبر واقوى مراكز البحوث العالمية.
ونبعت فكرة تأسيس المركز قبل أكثر من عشرين عاما، من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، والذي كان قريباً جداً من هذا الفئة ويعرف معاناتها وما تحتاجه بوصفه رئيساً لمجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، ومن ثم طرحها على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً للرياض والذي بدوره التقط الفكرة ورحب بها وتبناها وبادر بتقديم الدعم المادي لتأسيس اللبنة الأولى وتواصل دعمه حتى اكتمل العمل فيه عام 1996م، ليصبح بعد ذلك واحداً من أكبر المراكز التي تعنى بالبحث العلمي المتخصص في الإعاقة على مستوى العالم.
وحظي المركز الذي يعتبر فريد من نوعه على مستوى المملكة والمنطقة والعالم، بدعم كبير من الملك فهد ، والملك عبدالله ، والأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير نايف بن عبدالعزيز (رحمهم الله) ، الأمر الذي مكنه من الاستمرار في مسيرته البحثية .
وما يميز المركز أن جعل البحث العلمي ركيزة أساسية في عمله ، بحيث يتم التصدي للإعاقة من جذورها بمعرفة مسبباتها، والتدخل المبكر لها، محققاً بذلك مضمون شعاره " علم ينفس الناس"، إضافة إلى اهتمامه بتخفيف معاناة المعاقين وتحسين ظروفهم ليصبحوا قوى عاملة منتجة ومشاركة في بناء المجتمع عبر تمكينهم من الاستفادة القصوى من قدراتهم الذاتية.
وتتثمل الخطة الاستراتيجية للمركز في تنظيم ورش العمل المتخصصة للخبراء والمختصين ، ودعمه للبحوث المتعلقة بالإعاقة ، إضافة إلى تأمين قاعدة بيانات ترتبط مباشرة بالمراكز المماثلة ، وتنظيم المنح التمويلية لمشروعات الأبحاث القيمة، بجانب توفير الإمكانات البشرية لإجراء البحوث والدراسات العلمية، حيث يكون ناتج هذه الخطة التصدي للإعاقة من جذورها وعمل الوقاية اللازمة منها، ومن ثم تصبح نتائج البحوث مفيدة لكل المعاقين في العالم وليس المملكة فقط.
ولضمان استمرارية العمل في المركز بأفضل ما يكون وتوفير كافة المتطلبات التي تجعله من المراكز الريادية على مستوى العالم، نبعت فكرة تأسيس الوقف الخيري للمركز ، والذي يجري العمل فيه على قدم وساق ، حيث حظي المشروع بدعم كبير من "ملك الإنسانية" والذي بادر بتقديم 20 مليون ريال مساهمة منه في الوقف.