Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

السيارات الكهربائية: هل الأخبار مقلقة؟

ملح وسكر

A A
قبل 3 أسابيع صدر تقرير من أحد كبار علماء الاقتصاد في جامعة ستانفورد يتناول مستقبل المركبات السيّارة في عالمنا اليوم. في التقرير تنبّأ الدكتور/ توني سبا بأن مستقبل السيارات التي تسير بطاقة البنزين أو الديزل إلى زوال خلال 8 أعوام فقط. يزعم صاحبنا أن قيادة هذا التغيير الجوهري ليس مرده إلى قرارات اقتصادية أو تحولات سياسية، وإنما هو تغيير قادم من عمق الإنجازات التقنية الهائلة التي يقودها وادي السيليكون الذي يحتضن الجامعة المرموقة ستانفورد. هو تغيير بعيد عن مصانع السيارات في ديترويت الأمريكية، وولفسبرغ الألمانية، ومدينة تويوتا في اليابان.

هذه الآمال والتوقعات ليست مبنية على مجرد أوهام أو تنبؤات، وإنما مردها إلى المركبات الكهربائية التي ستنخفض تكاليف صناعتها بصورة دراماتيكية خلال السنوات القادمة، في حين سترتفع كفاءة بطارياتها الحالية لتتجاوز 300 كلم قبل إعادة شحنها. وبحلول عام 2022 سيصل سعر المركبة الكهربائية الصغيرة إلى 20 ألف دولار أمريكي فقط مع ضمان مفتوح لسنوات طويلة. باختصار يعتقد سبا وغيره أن محركات الاحتراق الداخلي إلى فناء وشيك.

والمتبنون لهذا الحلم يشبّهون حال المركبات التي تسير بالوقود الأحفوري اليوم مع الجيل القادم للسيارات الكهربائية بحال كاميرات الأفلام العادية القديمة مع الكاميرات الرقمية اليوم التي باتت هي السائدة بالكامل. إنها حال قريبة من حال شركة كوداك ذات التقنية البائدة مقارنة بسامسونج ذات التقنيات السائدة.

المذهل أن هذا الحلم سيتحول إلى كابوس بالنسبة للدول المعتمدة في ريعها كلياً على تصدير النفط، فالحاجة إلى النفط للاستخدام في المركبات ستنخفض من 8 ملايين برميل يومياً حالياً إلى مليون برميل فقط يومياً مع حلول العام 2025م.

السؤال عن مدى صدقية هذا التقرير وجدية محتواه واعتمادية تحليلاته ودقة الأرقام التي يطوعها لإثبات مخرجاته واستنتاجاته!! ربما كان من الحكمة ألاّ يُهمل المضمون المقلق. فلربما غلَّفته غشاوة من التفاؤل المفرط بنجاح التقنية نجاحاً سريعاً باهراً، وربما لن يكون المستقبل بعيداً من هذا الزعم المتفائل.

ولعلّ من بالغ الحكمة أن نكون على أهبة الاستعداد في كل الأحوال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store