سمعنا عن المرأة الحديديَّة البريطانيَّة مارجريت تاتشر، وسمعنا عن المرأة الحديديَّة الألمانيَّة أنجيلا ميركل، ولكن هناك -أيضًا- امرأة حديديَّة سعوديَّة، هذا الذي لم نسمع عنه من قبل، أو سمعنا القليل عنه، وشكرًا لبرنامج (من الصفر)، الذي سلَّط الضوء على كفاحها، على حياتها الشاقَّة، وهي تترقَّى منصبًا بعد آخر في هيئة الأمم المتحدة.
تابعتُ سيرتها على برنامج (من الصفر) للمبدع الشاب مفيد النويصر، وسمعتُ كلماتِ الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، كوفي عنان عنها، وسمعتُ قصَّتها وهي تحكيها منذ أن درست في مدرسة داخليَّة بمصر، ثمَّ سافرت للولايات المتحدة، كأول مبتعثة سعوديَّة، وأكملت الدكتوراة، ثمَّ التحقت بالعمل في هيئة الأمم منذ عام 75، وحتَّى تمَّ اختيارها لمجلس الشورى السعوديّ في 2003.
28 سنة قضتها الدكتورة ثريا عبيد في الأمم المتحدة، وهي أوَّل امرأة عربيَّة تصل لمنصب مرموق، حصلت عليه بجدارة مع خمسة مرشحين حول العالم، لتكون الأمين العام المساعد، وحافظت عليه عشر سنوات، وقد تسابق على مناصب الأمم المتحدة الكثير من القيادات العربيَّة والمصريَّة والسعوديَّة، منهم الراحل الدكتور غازي القصيبي، ولم يُوفَّقوا، ووصلت امرأة سعوديَّة لمنصب دولي حسَّاس ومؤثِّر، وهو ما يُعدُّ إنجازًا كبيرًا.
اللافت في قصة ثريا عبيد، ليس المنصب وحده، ولكن عندما بدأت عام 75 أسَّست أول برنامج تنمية للمرأة العربيَّة، وكان في لبنان، وحصل الاجتياح الإسرائيلي وهي هناك، فلم تفزع ولم تترك المنصب، بل ساهمت في توزيع الغذاء والدواء، ثمَّ رحلت إلى بغداد، وشهدت الحرب العراقيَّة الإيرانيَّة، فلم تفزع، وذهبت إلى الأردن، ثم أفغانستان، وكل مَن يسمع حزمها وصبرها لا يستطيع إلاَّ أن يقول إنَّها المرأة الحديديَّة.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
الأملُ والطموحُ، همَا الشيئَانِ الوحيدَانِ اللذَانِ يستطيعَانِ أنْ يقفَا في وجهِ الخوفِ والتردُّدِ.