يقولون في الأمثال (انقلب السحر على الساحر)، في إشارة إلى حدوث نتائج غير متوقعة، وهو ما ينطبق تماماً على نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة في بريطانيا، التي دعت إليها رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، لتعزيز موقفها، فإذا بها تتراجع، ويراجع حزبها.
الانتخابات البريطانية تحصل كل خمس سنوات، وكان من المفترض أن تتم في 2020، ولكن شاءت تريزا ماي أن تقدمها لتحصل على موافقة ساحقة لتنصيبها رئيسة للوزراء خلفا للراحل ديفيد كاميرون الذي استقال كما وعد ناخبيه، لو نجحت «البركست» وتنحى، وصعدت نائبة الحزب، وزيرة الداخلية في عهده تريزا، إلى سدة الحكم تلقائياً وبدون انتخابات، مما يجعلها تشعر بالضعف خصوصاً أنها ليست مرشحة من الحزب، والمفاوضات المطلوبة للخروج من البريكست عنيفة وتحتاج قرارات قوية وعاجلة من رئيس للوزراء منتخب ومفوض من الشعب.
تريزا ابنة قس بريطاني، ومصابة بالسكر الخفيف، وليس لها أبناء من زوجها وبلغت سن الستين في أكتوبر الماضي، وجاءت من الطبقة المتوسطة، وتوفى والدها وهي في مقتبل حياتها المهنية، لذلك لديها إصرار وعزيمة ظهرت جليا أثناء توليها وزارة الداخلية منذ عام 2010، والقرارات الحازمة التي اتخذتها للحد من تدفق المهاجرين.
البرلمان البريطاني مكون من 650 مقعداً، وللحصول على رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة يجب أن يحصل الحزب على أغلبية، يعني فوق 325 مقعداً، وفي انتخابات عام 2015 حصل حزب المحافظين على 331 مقعداً، واليوم بعد إنتخابات 2017 المبكرة، عاد وانتكس ووصل حتى 314 مقعداً، فخسر الأغلبية على حساب صعود حزب العمال، الذي يعارض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لذلك يعتقد أن نتيجة التصويت تعكس هشاشة قرار البريكست.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
عندما تعمل تتحدث أعمالك بصوت مرتفع، يجعلني لا أسمع حتى ما تقوله.