Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وزير المالية القطري مكابرًا: كل دولار نخسره سيخسر المقاطعون مثله

No Image

رابع أكبر شركة شحن تعلق خدماتها إلى الدوحة.. وتهاوي عائدات الخطوط القطرية

A A
فيما يزداد خناق المقاطعة سياسيًا واقتصاديًا على قطر بعد القرار، الذي اتخذته المملكة العربية السعودية وعدد من الدول الخليجية والعربية، بسبب سياسات الدوحة الداعمة والممولة للإرهاب، أصر وزير المالية القطري على المكابرة والتحدي، وقال خلال لقاء مع محطة أجنبية، إن كل دولار تخسره بلاده نتيجة الأزمة الحالية ستخسر مثله الدول المقاطعة، فيما انضمت رابع أكبر شركة شحن في تعليق خدماتها إلى الدوحة، وسط توقعات لخبراء بأن تخسر الخطوط الجوية القطرية 30 بالمئة من عائداتها جراء إغلاق الدول المقاطعة للدوحة مجالها الجوي أمامها، في مقابل نمو في العائدات للشركات المنافسة بالمنطقة.

العمادي متحديًا: الخسائر ستلحق بالمقاطعين

في تحد واضح لمطالب الدول الخليجية والعربية، التي تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة تبني النظام القطري سياسات داعمة وممولة للإرهاب، قال وزير المالية القطري علي شريف العمادي في مقابلة مع محطة (سي.إن.بي.سي) بُثت أمس، إن بإمكان بلاده الدفاع بسهولة عن اقتصادها وعملتها في مواجهة العقوبات، التي فرضتها عليها دول عربية أخرى. وأضاف بأن الدول، التي فرضت عقوبات ستخسر أموالًا أيضًا بسبب الأضرار التي ستلحق بقطاع الأعمال في المنطقة.

وقال «كثيرون يعتقدون أننا الوحيدون الذين سنخسر في هذا، إذا خسرنا دولارًا سيخسرون هم أيضًا دولارًا».. لكن العمادي قال إن قطاع الطاقة واقتصاد أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم يعملان في الأساس على نحو طبيعي، وإنه لا يوجد أثر بالغ على إمدادات الغذاء أو أي سلع أخرى.

وقال لسي.إن.بي.سي إن قطر بإمكانها استيراد سلع من تركيا والشرق الأقصى أو أوربا وإنها ستتفاعل مع الأزمة عبر تنويع اقتصادها أكثر.

وتعرض الريال القطري لضغوط في السوقين الفورية والآجلة للصرف الأجنبي، لكن العمادي قال: إن هذا ليس أمرًا مثيرًا للقلق وكذلك الانخفاض البالغ عشرة في المئة في سوق الأسهم المحلية.. وسجلت أسعار السندات الدولية القطرية انخفاضًا حادًا، لكن في رد على سؤال آخر قال العمادي إنه لا يرى حاجة لتدخل الحكومة في السوق وشراء تلك السندات لدعم الأسعار.

كوسكو الصينية تنضم إلى معلقي الخدمات إلى قطر

علقت شركة كوسكو الصينية للملاحة البحرية خدمات الشحن إلى قطر مشيرة إلى «غموض» الوضع بعد أن قطعت دول عربية العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة وفرضت قيودًا على الموانئ.. وتنضم بذلك رابع أكبر شركة في العالم للملاحة البحرية لشركة إيفرجرين التايوانية وشركة أوكل بهونج كونج في تعليق الخدمات بعد أن قطعت السعودية ومصر ودول عربية أخرى العلاقات مع قطر بسبب اتهامها بدعم الإرهاب.. وأبلغت كوسكو زبائنها بتعليق الخدمات من وإلى ميناء حمد القطري في بيان نشرته في السابع من يونيو حزيران، حسبما قالت متحدثة باسم شركة كوسكو الأم أمس. وقالت في البيان «في ضوء الغموض مع تطور الموقف ومن أجل حماية مصالح عملائنا تعلق شركتنا ابتداء من الآن فصاعدًا خدمات الشحن والتسليم لقطر».

وسيؤدي تقليل خدمات الحاويات إلى الإضرار بقدرة قطر على التجارة.

ارتفاع تكاليف شحن النفط والوقود

قالت عدة مصادر بقطاعي النفط والشحن البحري، أمس، إن من المتوقع أن ترتفع تكاليف شحن الوقود والنفط الخام من قطر بعد أن حظرت الإمارات العربية المتحدة على السفن، التي توقفت في المرافئ القطرية من الرسو في الموانئ الإماراتية.. وبعد أن قطعت السعودية والإمارات ومصر ودول أخرى علاقاتها الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر الأسبوع الماضي بعد اتهامها بدعم الإرهاب، منعت الإمارات السفن، التي تحمل النفط القطري من دخول الموانئ البترولية الإماراتية.

ويؤثر ذلك سلبًا على سير العمليات اللوجيستية النمطية بقطاع النفط، حيث يستخدم المشترون ناقلات الخام العملاقة القادرة علي حمل مليوني برميل من النفط ويحملونها بما يصل إلى أربع شحنات مختلفة حجم الواحدة منها 500 ألف برميل لتحقيق وفورات في التكاليف.

وقالت المصادر: إن المشترين يقومون في الوقت الحالي بفصل الشحنات على سفن أصغر حجما تحمل مليون برميل للتحميل بشكل منفصل من قطر والإمارات.. وقال مصدران: إن من المتوقع أن تزيد أسعار الشحن على الناقلات الأصغر إلى ما بين 75 و80 على المقياس العالمي (دابليو.إس) بفعل ارتفاع الطلب على تلك السفن.

وتظهر بيانات شحن من تومسون رويترز ايكون أن سي.إس.إس.إيه، ذراع الشحن التابعة لعملاق النفط الفرنسي توتال، وشركة إس.كيه إنرجي لتكرير النفط الكورية الجنوبية وبي.بي حجزت مؤقتًا أربع ناقلات من الطراز القادر على حمل مليون برملي لتحميل نفط ومكثفات في قطر والإمارات في النصف الثاني من يونيو حزيران بأسعار تتراوح بين 67.5 و68.5 على المقياس العالمي، وهو صيغة تستخدم لحساب تكاليف الشحن.. وقال تاجر يعمل من سنغافورة «العمليات في حالة ارتباك شديد.. بعض شركات التكرير تحتاج إلى إعادة ترتيب أو فصل شحناتها»، على ناقلات المليون برميل الأعلى تكلفة.. وقالت المصادر: إن الشركات ترتب أيضًا لتنفيذ عمليات نقل الشحنات الصغيرة من سفنها إلى ناقلات عملاقة في المياه قبالة صحار بسلطنة عمان، التي تظل محايدة في الصراع.

«ميرسك لاين» تقبل حجوزات الشحن إلى قطر عن طريق صلالة

قالت ميرسك لاين، التابعة لشركة ايه.بي مولر ميرسك، أمس إنها ستقبل الحجوزات الجديدة لشحن الحاويات إلى قطر انطلاقا من سلطنة عمان.كانت ميرسك لاين قالت يوم الجمعة إنه بغية تفادي القيود التجارية المفروضة على قطر من السعودية والإمارات العربية المتحدة وآخرين فإنها ستنقل الشحنات إلى قطر عن طريق تحميل الحاويات على متن سفن صغيرة في عمان ونقلها من هناك.وقالت ميرسك «فتحنا الآن قبول الشحنات من قطر وإليها عن طريق صلالة» في سلطنة عمان.

ومن المتوقع أن تغادر أول شحنة من هذا النوع صلالة في 19 يونيو حزيران لتصل الدوحة في 25 من الشهر ذاته وقالت ميرسك لاين إن تلك الخدمة ستكون متاحة كل عشرة أيام.

توقعات بخسارة «القطرية» 30% من عائداتها

السعودية ودولة الإمارات أكبر سوقين لخطوط قطر وفقًا لبايلي. كما أن الخطوط القطرية هي أكبر شركة طيران أجنبي في دولة الإمارات، بحسب «كابا». وقال بايلي إن «خسارة هذين السوقين سيكون عاملًا مدمرًا لأموال الشركة التي ستفقد نحو 30 بالمئة من عائداتها».

تقدم للمنافسين على حساب «القطرية»

يرى الخبراء أن القسم الذي ستفقده الخطوط القطرية من حصتها من مسافري الترانزيت سيعود بالفائدة على «طيران الإمارات» و»الاتحاد للطيران» اللذين سيكونان جاهزين لاستقطاب هؤلاء الركاب.

القطرية.. زيادة طول الرحلات يتسبب في عزوف العملاء

حولت الخطوط الجوية القطرية الدوحة إلى محطة نقل عالمية في بضع سنوات فقط، لكن منعها من دخول المجالات الجوية لجيرانها على خلفية الأزمة الدبلوماسية الراهنة، بات يهدد موقعها كناقل رئيس على مستوى العالم، وفقًا لخبراء.

وإلى جانب منافستيها الإماراتيين «طيران الإمارات» والاتحاد للطيران»، نجحت الخطوط القطرية في اجتذاب قسم كبير من مسافري مرافق العبور (الترانزيت)، معتمدة على الموقع الجغرافي لمنطقة الخليج بين الغرب والشرق.

لكن قطع السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر قبللا أسبوع، واتخاذ إجراءات عقابية بحقها طالت قطاع الطيران، يهدد بفقدان الخطوط القطرية لجزء من حصتها في التزانزيت، ولو مؤقتًا. وشملت الإجراءات وقف الرحلات من وإلى الدوحة، الأمر الذي ترتب عليه إلغاء عشرات الرحلات اليومية للخطوط الجوية القطرية، وإغلاق المجال الجوي للدول الثلاث أمام الناقل القطري.

رحلات أطول.. تكلفة أكثر

وقال الخبير في شؤون الطيران في شركة «ايرانسايت» الأمريكية اديسون شونلاند إن الإجراءات المتخذة ضد الخطوط القطرية «ستطيل أوقات الرحلات، وبالتالي ستزيد الكلفة.. وكلما يضيق المجال الجوي، كلما تكبر المشكلة».

واضاف «عمليًا، يضع هذا الأمر قيودًا على عمل شركة الطيران التي بدأت بالتأكيد تلمس انخفاض حاد في أرباحها».

وتقوم الطائرات القطرية حاليًا باجتياز المجال الجوي الإيراني للوصول إلى أوربا وتضطر إلى الالتفاف حول أطراف شبه الجزيرة العربية.

ساعتان إضافية لرحلة ساوباولو

أضيفت مثلًا ساعتان إلى رحلة الخطوط الجوية القطرية من الدوحة إلى مدينة ساو باولو في البرازيل.. وبالنسبة للرحلات إلى شمال إفريقيا، فإن الخطوط القطرية أصبحت مجبرة على استخدام المجال الجوي الإيراني ثم التركي بدل المرور مباشرة فوق السعودية ومصر.

وفتحت إيران مؤخرًا مجالها الجوي أمام مئة رحلة يومية إضافية للخطوط الجوية القطرية.

ويقول الخبير في شؤون الطيران كايل بايلي إن «مسارات رحلات الخطوط القطرية وكمية استهلاك الوقود ستتغير وتزداد نتيجة (للإجراءات) في المستقبل».

وحذر شونلاند من أن ازدياد أوقات الرحلات قد يؤدي إلى انخفاض في أعداد الركاب. وأوضح «رغم وسائل الراحة والخدمات الممتازة، ستتراجع حجوزات المسافات الطويلة، فلا أحد سيرغب في أن يبقى لوقت أطول على متن طائرة»

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store