Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

اعقلها وتوكَّل.. ثم استعن بجوجل!

الحبر الأصفر

A A
كُلُّ شَيءٍ فِي الدُّنيَا؛ يَنمو ويَكبر، ويَتغيَّر ويَتبدَّل.. وَحدهَا الأَشيَاء المَيّتة، هي التي تَبقَى سَاكِنَة خَامِدَة، لِذَلك عَلى العَاقِل أَنْ يُعيد النَّظر فِي أَفكَارهِ، ومَقولاتهِ وقَنَاعَاتهِ، ويَعمَل لَهَا عَملاً يُشبه

الفَحص الدَّوري، الذي يُجرَى للمَرْكَبَات..!

وحَتَّى تَكون هَذه الكِتَابة مُقنعة، وبَسيطَة ووَاضِحَة، دَعونَا نَضرب المِثَال، ليَتَّضح المَقَال: ذَات نَاصية تويتريَّة قُلت: (كَانوا يَقولون: «أَهل مَكَّة أَدرَى بشِعَابها»، ولَكن بَعد أَنْ تَلاشت الشِّعَاب، ونَبتَت فِي مَكَّة مُخطَّطات سَكنيَّة، وحُفِرت فِيهَا الأنفَاق، سنُغيِّر المَثَل ونَقول: الشّيخ «قوقل» أَعْلَم بمَكَّة وشَوَارعها، وأَزقّتها

وأَنفَاقها، مِن أَهلِهَا)..!

بالله تَأمَّلوا المَثَل حِين نَقول: «أَهْل مَكَّة أَدرَى بشِعَابهَا»، لأنَّ الزَّائِر لمَكَّة –الآن- لَا يَكاد يَعثر ولَو عَلى نِصف شِعب، لذَلك، كُلُّ مَن يَضربون هَذا المَثَل؛ يَتحدَّثون عَن المَاضي، أَو بلُغَةٍ أُخرَى: هُم يَتحدَّثون مِن الذَّاكِرَة،

ولَيس مِن الوَاقِع..!

وحَتَّى لَو افترضنَا أَنَّ الشِّعَاب مَازَالت مَوجودة، فإنَّ أَهْل مَكَّة لَا يَعرفون عَنهَا شَيئا، لأَنَّ الوسَائِل الحَديثّة والاتّجَاهَات؛ أَلغَت المَعارف والتَّضاريس القَديمَة، ثُمَّ جَاء الشّيخ «قوقل»، فأَكلَ الأخضَر واليَابِس، ومَا بَينهمَا مِن النَّواشِف والرُّطَب، فأَصبَحت مِيزَة خَدمَات وخَرائِط «قوقل»، و»مُشَاركة المَوقع»، هي الهَادي

وهي الدَّليل..!

إنَّ مَا يُميِّز الشّيخ «قوقل»، ومَعلُومَاته وخَرَائِطه، أَنَّهَا سَريعة التَّحديث، وتَتجدَّد بشَكلٍ مُستَمرّ، وحَتَى لَو أَسأَتَ الظَّنّ، أَو أَخطَأتَ فِي الكِتَابة، فإنَّ الشّيخ «طَيّب القَلب، حَسن النِّيَّة»

، حَيثُ يُعيد لَكَ السُّؤَال قَائِلا: «هَل تَقصد كَذا»..؟!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: أَيُّهَا النَّاس، حَاولوا أَنْ تُعيدوا النَّظَر فِي بَعض المَقولَات التي تَحفظونهَا، أَو الأَمثَال التي تَضربونهَا، أَو القَنَاعَات التي تَتنَاقلونهَا، حَتَّى لَا تُصبحوا أُضحوكَة، مِثل حِمَار الحَقل، الذي يَتردَّد فِي نَفس الطَّريق، مُنذ أَوّل يَوم إلَى آخَر يَوم فِي حيَاته، لأنَّه تَعوّد عَليه وألِفَه ولَا يُفكِّر فِي تَغييره..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store