حين كانت الخصومات والشحناء والاقتتال يفترس بعض المناطق في الوطن العربي، وحين تفشَّت العداوات بين أبناء الدين الواحد، كانت المملكة العربية السعودية تسود العالم بشرع الله، وبرهنت أنها في وسط تلك الأحداث الدامية كانت ولازالت القوة المتصدية في وجه كل ما يُحاك ضدها من دسائس الإيغار والضغينة، من أجل إحلال الفرقة والتمزق محل التلاحم والتكاتف.
من مفارقات العبث..
إن تلك الأنظمة الغاشمة، والتي أقصت الأوطان خلف ظهرها وعاثت في الأرض تشرذمًا وحروبًا، هي نفسها اليوم من يُروِّج إلى أيدلوجية الضد بالضد، واللعب على وجهي العملة، مرة باسم الإصلاح، وأخرى باسم الدين!!.
ومن مفارقات العبث..
أن النظام الإيراني وأزلامه وتنظيماته وفرقه، وبعض الأنظمة الدولية المتحالفة معه، يسعون إلى جر المملكة العربية السعودية بشتى الطرق إلى مربع الصراع الملتهب بالطائفية والإرهاب.
وفي قراءة سريعة لتاريخ المملكة الأمني أنه منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- دارت العديد من الحروب الطاحنة في بعض دول الوطن العربي، وكانت السعودية حينها تنعم بالأمن والأمان.
واليوم في ظل الفتن والاقتتال الدائر حولها، لازالت السعودية واحة من الأمن والسلام، ولم تنهج يومًا ما نهجت تلك الأنظمة التي أبت إلا الولوج في نفق مظلم من الضلال، وداست رقاب العباد لتؤسس مجدًا مُلطخًا بالدماء.
من مفارقات العجب!!..
أنهم لم يدركوا بعد أننا لسنا بمعزل عن العالم..
وأن السعوديين ليسوا سريعو الانقياد خلف مهاتراتهم وخرافاتهم..
كما أنهم يعلمون -تمام العلم- أن تلك الأحداث الدامية التي مني بها الوطن العربي كانت بيد هؤلاء وأولئك.
فعلى رؤوس مَن يتقافزون!؟.
هل صوّرت لهم خيالاتهم أن المملكة العربية السعودية أرضًا خصبة لبوار الفكر وحصاده المر!؟.