حب الوطن أمر فطري فمن النادر أن تجد فرداً لا يحب وطنه إلا أولئك الذين تم غسل أدمغتهم وتشويه أفكارهم وتحويلهم من كوادر وطنية تعمل على تنمية وبناء الوطن إلى وحوش مفترسة تقوم على تدمير الوطن بأعمالهم الإرهابية ، وقد حث ديننا الحنيف على حماية الوطن والدفاع عنه وحفظ ممتلكاته ، وحب الوطن لا ينحصر في الإنسان فقط بل وحتى بعض الحيوانات والطيور التي تسعى دائماً للعودة إلى أعشاشها وبيوتها ، فمن منا لا يحن إلى أرض طفولته وإلى ذكريات آبائه وأجداده فالوطن بمثابة الحضن الكبير الدافئ لكل مواطن ، وهو المكان الذي أكلنا من خيراته وعشنا في أمنه وأمانه ويجب علينا أن ندافع عنه ونحميه بكل قوة ونحفظه كما حفظنا ونفديه بأرواحنا ونرتقي به إلى أعلى المراتب ولا نزايد عليه أمام أي قضية أخرى .
مؤخراً أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اتصالاً هاتفياً مع والد الشهيد الرائد طارق بن عبداللطيف العلاقي (رحمه الله ) والذي استشهد إثر تعرض دورية أمن لمقذوف متفجر(عبوة ناسفة) أثناء قيامها بتنفيذ مهامها لحفظ النظام بحي المسورة في محافظة القطيف ، حيث أكد سموه في اتصاله أن قيادة الوطن تفخر بأبنائها الأبطال الذين سخروا أنفسهم لمواجهة العناصر الإرهابية والتصدي لمخططاتهم قبل تنفيذها حفاظاً على أمن الوطن واستقراره ، مضيفاً بأن كل القطاعات الأمنية جاهزة لمحاربة الإرهاب والقضاء على الإرهابيين قبل المساس بأمن الوطن .
هذا الاتصال هو رسالة ليست لوالد الشهيد الرائد طارق (رحمه الله) فقط بل هي رسالة لكل مواطن على أرض الوطن من الذين حافظوا على فطرتهم وحبهم لهذا الوطن وسخروا أنفسهم للدفاع عنه وكشف الحيل والدسائس التي تحاط ضده من قبل الإرهابيين ومن خلفهم من المنظمات الإرهابية، إنها رسالة موجهة أيضاً لكل أعداء الوطن مفادها أنهم لن يتمكنوا من المساس بأمن ووحدة هذا المجتمع وإخلاصه وولائه لأننا جميعنا على أرض هذا الوطن نعمل من أجل هدف واحد وهو المحافظة على أمن وأمان واستقرار هذا الكيان .
لا مزايدة على أمن هذا الوطن ومن لديه آراء شاذة أو حجج باطلة أو تفسيرات مؤدلجة فلن يجد مقابلها إلا الحزم والعزم على إبطالها وتخليص الناس من شرورها، وشتان بين من يضحي بروحه فداء للوطن مثل الرائد طارق ( يرحمه الله ) وبين من يبقى خلف وسائل التواصل الاجتماعية يبحث عن أعذار واهية ويدافع عن أفكار ضالة .