ما إن أعلنت وزارة الثقافة والإعلام عن إعادة تشكيل مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، حتى بادر عدد من المثقفين والفنانين إلى تعضيد هذه الخطوة، وتقديم مقترحاتهم لنجاح المجلس الجديد في مهمته، في الجزء الأول من هذا الاستطلاع الذي أجرته «المدينة»، ومن أبرز تلك المقترحات، إنشاء مقرات متكاملة لجميع الفروع، وتهيئة المقومات وإنجاز البنى التحتية، مع ضخ الأموال في الميزانية وإنهاء حالة التقشف، فضلاً عن التركيز على التأهيل والتدريب، ورسم الإستراتيجية بعيدة المدى، وحماية حقوق الفنان والمثقف في جميع تعاملاته، وتنظيم البيت الفني من داخله، وضمان استمرار الفنون بشتى أطيافها، والاهتمام بالناشئة والاستفادة من ذوي الخبرة، وغيرها من المقترحات الأخرى، التي تواصل «المدينة» رصد في هذا الجزء الآخر من الاستطلاع حول التشكيل الجديد لمجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون.
السماعيل: نأمل بشراكة استراتيجية مع هيئتي الثقافة والترفيه
قدَّم عضو مجلس إدارة الجمعيَّة العربيَّة السعوديَّة للثقافة والفنون الجديد عبدالعزيز السماعيل، شكره لوزير الثقافة والإعلام، ولرئيس مجلس الإدارة الدكتور عمر السيف، على الثقة باختياره في تشكيلة المجلس الجديد.
مكتفيًا بالقول: ليس لديَّ الآن فكرة واضحة عن أيِّ خطوة مقبلة للمجلس، ولكنِّي أعتقد بأنَّ الشراكة الإستراتيجيَّة في مجال الثقافة والفنون مع هيئة الترفيه، وهيئة الثقافة هي الخطوة الهامَّة الآن، كما أتمنَّى أن تنال الجمعيَّة حظَّها من الدعم المالي المناسب لخلق بُنية تحتيَّة ملائمة لفروعها.
الحوشاني: سنجعل الجمعية بيتاً للمثقفين والفنانين
قال العضو الجديد بمجلس إدارة الجمعيَّة فهد الحوشاني: بداية أنا سعيدٌ بهذه الثقة من وزير الثقافة والإعلام، وأتمنَّى أن أكون عند حسن الظن، وأن أقدم أنا وزملائي في المجلس ما يخدم الثقافة بشكل عام، وخدمة الجمهور والفنانين والموهوبين في كل المجالات، وأن تساعدنا الظروف لنجعل من جمعيَّة الثقافة والفنون وفروعها منارات ثقافيَّة تساهم في نشر الثقافة ورعاية الفنون، ولعل ما يجعلني متفائلًا في هذا المجلس أنَّه تشكَّل من نخبة من أهل الثقافة، وأهل الخبرة والدراية، ومن تخصُّصات شتَّى، وهذا سيحقِّق التَّناغم والتَّكامل، وأتمنَّى أن يقوم المجلس بقيادةِ مسار الثقافة والفنون في جمعيَّة الثقافة والفنون؛ لكي نحقق تطلُّعات الجمهور، ونلبِّي رغبات كلِّ مَن لديه موهبة في أيِّ مجال، بأن يجد الجمعيَّة بيتًا للفنانين والمثقفين، وأيضًا أن تساهم الجمعيَّة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، فيما يتعلَّق بالثقافة والفنون.
الجمعان: غيروا منهجية العمل
فال دكتور سامي الجمعان، أستاذ الدراما والسرديات ورئيس قسم الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل يقول: «من إشكاليات جمعية الثقافة أن مسؤولية إدارتها تتطلب معرفة بدهاليزها؛ وأن في الجمعية بوصفها مؤسسة ثقافية حيث يتطلب فهمها خبرة كبيرة عبر ممارسة العمل في الجمعية ذاتها؛ ومن الجميل أن بعض أعضاء مجلس الإدارة الجديد لديهم هذه الخبرة؛ بينما لا يتوفر ذلك لدى البعض الآخر بحكم عدم معرفتهم بتفاصيل شؤون الجمعيات وعدم اقترابهم منها في مرحلتهم السابقة؛ ولهذا أتأمل من مجلس الإدارة بجميع أعضائه الحرص على الاطلاع الدقيق بمجريات العمل في الجمعيات لأنها حتمًا ليست كناد أدبي؛ أو أي مؤسسة ثقافية أخرى؛ إنما تتطلب فهمًا لتفاصيلها والوقوف واقعًا على مجريات العمل فيها؛ وبالتالي فالخلفيات الثقافية الجاهزة لدى البعض ستصطدم حتمًا بواقع مغاير يتطلب الكثير من العمل والتوافق.
ويضيف الجمعان: المسؤولية الكبرى الملقاة على هذا المجلس جسيمة كون الجمعية في السنوات الخمس الأخيرة فقدت ثقة الكثيرين؛ واستحالت في المشهد الثقافي إلى صورة نمطية ثبتت في الأذهان لا تخرج عن فكرة التقشف والتراجع في الفاعلية وقوة الحضور.
أيضًا وهو الأهم ولكي لا تتكرر أخطاء التجارب فعلى بعض أعضاء مجلس الإدارة تغيير مفاهيهم في إدارة الجمعية كونهم جربوا العمل الإداري فيها، ولم يتمكنوا حينها من تحقيق كل تطلعات الجمعية لا على مستوى الفاعلية ولا مستوى الأداء ولا التأثير؛ والآن هم أعضاء في مجلس الإدارة الجديد، وبالتالي نطالبهم حبًا بتغيير منهجية عملهم السابق بحيث يتماشى مع الوضعية التي وصلت إليها الجمعية أملًا في انتشالها. أقول هذا تقديرًا واعتزازًا بهذا الكيان الذين ارتبطت تجاربنا به؛ ثم حرصًا عليه لأنه الأمل الوحيد في رعاية الموهوبين السعوديين؛ وأؤكدها صدقًا بأنني على المستوى الشخصي متفائل بالدكتور عمر السيف وفريق عمله وأتمنى لهم التوفيق والسداد وأن نرى جمعية الثقافة والفنون خلال الأربعة الأعوام القادمة متعافية وفاعلة؛ بشرط الأخذ في الاعتبار ما أشرت إليه في معرض حديثي».
البيضاني: المشكلة مالية
ويقول الفنان علي البيضاني، مدير جمعية الثقافة والفنون بالباحة: «مشكلة الجمعية ليست في من يرأس مجلس إدارتها ولا من يديرها، ولكن مشكلتها بفروعها الـ(16) مشكلة مالية لا تستطيع أن تقدم خدمة في مستوى طموح المستفيد، تخيل أن جمعية لها 16 فرعًا لا تستطيع أن تطبع كتابًا لمبدع في مجال المسرح مثلًا أو الفنون الأخرى، ففروع الجمعية للعام الثاني تعمل بدون مخصصات مالية للأنشطة، لذا فإن وضع الثقافة والفنون يحتاج هيكلة جذرية وتعديل مرجعيات الثقافة والفنون، كل مجال لما يناسب اهتمامه من الهيئات المشكلة مؤخرًا (الثقافة - الترفيه) وكلنا بعد هذا الشتات متفائلون مع الوزير الشاب الطموح ومع الرؤية التي تحظى بمتابعة من سمو ولي ولي العهد.