صباح أمس الأربعاء كان استثنائيا بالتأكيد، إذ صدرت أوامر ملكية، من أهمها تعيين سمو الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، وإعفاء سمو الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد ومناصبه الأخرى التي أبلى فيها بلاءً حسنا.
وبذلك يتم التأسيس لمرحلة جديدة في الحكم السعودي، إذ سيُمثِّل انتقال ولاية العهد للأمير محمد بن سلمان نقلة جوهرية أساسية، فقد راعت هذه الخُطوة ضخ دماء شابة جديدة لمسيرة الحكم في البلاد.
وبالوقوف عند هذه اللحظة التاريخية في مسيرة المملكة العربية السعودية، يمكن استنتاج ما يلي:
أولا: وضوح الرؤية المستقبلية للمملكة فيما يخص آلية الحكم وانتقال السلطات، مما يفرز استقرارا سياسيا بعيد المدى واضح المعالم ثابت الخطى.
ثانيا: السلاسة البالغة التي اتسمت بها عملية انتقال مسؤوليات ولاية العهد من السلف إلى الخلف، وهو مما يُحمد للقيادة الحكيمة في بلاد الحرمين الشريفين.
ثالثا: ستكبر بلا شك الملفات الملقاة على مكتب سمو ولي العهد، وهي أصلا كبيرة ومهمة، وعلى رأسها ملف الرؤية 2030 التي ستخط مستقبلا اقتصاديا جديدا للبلاد، إضافة إلى أعباء وزارة الدفاع ومسؤولياتها الجسيمة. وهو إن شاء الله أهل لها، وقادر على التعامل معها. نسأل الله له العون والتوفيق والسداد، وبما يُحقِّق لبلادنا الغالية أمنها واستقرارها ورخاءها وتطلعاتها لتكون في طلائع الدول ومقدمة الأمم.
ولعّل من المناسب ختاما الإشادة بحجم الغبطة والسرور الذي سيعم كل بيت عادت إليه البدلات والمزايا التي أوقفت على مدى 7 أشهر، فهي خير عيدية وأبرك عطية تتلقاها هذه الأسر مع قرب حلول عيد الفطر المبارك. ولعلَّ الله يبارك في إيرادات الدولة، فتفيض خيرا ونماء وبركة لصالح الوطن ومواطنيه وحتى المقيمين على ثراه.