يبدو أن أزمة النظام القطري مع العالم، لن تقف عند حدود العزلة السياسة، التي فرضتها على الدوحة ممارسات نظامها الحاكم، ودعمه للإرهاب؛ إذ بات من المتوقع بقوة، أن تتفجر الأوضاع على الصعيد الرياضي أيضًا، بعدما ارتفعت وتيرة الشكاوى من الطريقة التي حصلت بها قطر على حق استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، وما تردده التقارير من دفع النظام مبالغ طائلة؛ كرشاوى للفوز بهذا الشرف، فضلًا عن الطريقة التي تدير بها قطر ملف الإنشاءات المتعلقة بالحدث، والتي وصلت إلى حد اتهام النظام القطري، بممارسة أفعال عنصرية، ضد العمال الأجانب، الذين يعملون في تجهيز البنى التحتية المطلوبة.
وفتح السويسري، جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، الباب من جديد، لعودة الحديث عن عمليات الفساد التي شابت ملف استضافة قطر لكأس العالم، متحدثًا عن أن الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي السابق، كان كلمة السر في حصول قطر على تنظيم البطولة.
قال بلاتر في تصريحات لصحيفة «ذي جارديان» البريطانية: «لا استحق الانتقادات الموجهة لي بشأن منح قطر شرف تنظيم مونديال 2022، فمن يستحق ذلك هو بلاتيني، ولم أكن أريد فوز قطر»، مضيفًا أن الأخير نجح في تحويل العديد من الأصوات لصالح قطر، بعدما كانت ذاهبة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا التحول جاء بعد جلسة عشاء جمعت بين نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت، وأمير قطر الشيخ حمد بالإضافة إلى بلاتيني.
وتابع: «الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، كلف بلاتيني بمراعاة مصالح فرنسا، التي تقتضي فوز قطر بتنظيم مونديال 2022، ونجح بلاتيني في المهمة المكلف بها منفردًا».
وتحدثت مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية، عن لقاء سري تم بين نيكولا ساركوزي، والأمير حمد آل ثاني، وميشيل بلاتيني، والمالك السابق لنادي باري سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم، وفي هذا اللقاء تم الاتفاق على أن تشتري قطر نادي باريس جيرمان، وتنشئ قناة رياضية في فرنسا؛ مقابل وعد بأن يتوقف ميشيل بلاتيني عن دعم ترشيح الولايات المتحدة الأمريكية، ويصوت لصالح قطر.
وأثارت تسريبات من بينها رسالة عبر البريد الإلكتروني أرسلها مسؤول بارز في «فيفا»، لأحد زملائه في الصيف الماضي، جاء فيها: «إنهم يشترون الكأس»، تحدث فيها عن أن قطر لجأت إلى وسائل قذرة مثل: توزيع أظرف مغلقة يحتوي كل واحد منها على مبلغ 40 ألف دولار، على مندوبي الاتحاد الكاريبي لكرة القدم، في اجتماع حضره القطري محمد بن همام في ترينداد وتباغو.
وكشف دومينيكو سكالا، الرئيس المستقل للجنة المراجعة والتحقق، في الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الاتحادي في الولايات المتحدة، وتشمل عملية التنافس على استضافة النهائيات العالمية في النسختين المقبلتين في 2022، مشددًا أنه حال ثبوت أي دليل على فساد سيكون قرار سحب شرف الاستضافة ردًا على ذلك.
وسيطرت حالة من الفزع والارتباك على مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بعدما أقدمت الدول العربية، ودول أخرى على قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، التي من المقرر تنظيمها مونديال 2022، بعد تنامي المخاوف من تنظيم البطولة في بلد بلا خطوط جوية متصلة مع غالبية دول العالم، فضلًا عن تنامي المخاوف الأمنية من مشاركة منتخبات الكبار في عالم الساحرة المستديرة وإقامتها فى إمارة تأوي التنظيمات الإرهابية وتقدم لها الدعم المادي والتسليح.
«بلاتر» يفضح مؤامرة قطر
تاريخ النشر: 22 يونيو 2017 03:09 KSA
رشاوى وانتهاك لحقوق آلاف العاملين في بناء الاستادات
A A