تذكرالحاج حبيب بن حسين بن حبيب عيد زمان وعادات ذلك الزمن الجميل والتحول الكبير الذي حصل الآن قد لا يجد أيّ شيء من عيد زمان الماضي الذي غربت شمسه دون أن تودعنا، فعيد الزمن الجميل الأول هو بلا شك أحلى وأجمل من عيدنا الحالي الذي طغت فيه الماديات والعادات الجديدة على حياتنا وقال: لذلك نحن نتصنع الفرح ونفرح دون فرح، وتكبر وتصغر فرحة العيد في قلوبنا، لأنَّ النفوس تغيرت وفقدنا التلقائية والبساطة والعفوية، وبحلول العيد تتجدد أوجاعنا لأنَّنا نفتقد فيه وجوهًا كانت تبعث الفرح في حياتنا، إذ لا نملك إلاَّ أن نردد: رحم الله من رحل، ونسأل الله أن يحفظ لنا أحبتنا الذين لا تحلو الحياة إلاَّ بهم، وقد نقول أحيانًا: بأيِّ حال عدت يا عيد.
طقوس العيد
وأضاف الحاج -حبيب- أنَّ هناك تغيُّرًا حاصلًا في طقوس العيد، وذلك بسبب اختلاف البيئة والمجتمع والعادات والتقاليد الاجتماعية، ففي السابق كان الناس يعيشون بطريقة تقليدية خالية من المظاهر، وكانت العلاقات الاجتماعية بين الناس قوية تذوب معها الفروق الفردية، وكانوا يعيشون ببساطة خالية من تعقيدات الزمن الحالي، كما أنَّ ليلة العيد كانت تحظى بلحظات الانتظار الجميلة، حيث كانت العلاقات الإنسانية قوية جدًا. وأشار إلى أنَّ العديد من أفراد المجتمع كانوا يستقبلون ليلة العيد بالمدافع، التي كانت تمثِّل أهم حدث في العيد إلى جانب الألعاب الشعبية، مُضيفًا أنَّ الأطفال كانوا حينها يفرحون بصوت المدفع، موضحًا أنَّ الأُسر كانت حريصة على طلاء منازلها وتغيّر أثاث البيت وتضع الحلويات والقهوة على الطاولات في المجالس وأمام بوَّابة البيوت.
ألعاب الملاهي
وأشار أبو حسين إلى أنَّ أبواب البيوت كانت مشرَّعة لاستقبال الضيوف، وكانت ألعاب الملاهي مُصمَّمة من الخشب والحديد ليلهوا فيها الأطفال، كما كانت بسطات البيع تعرض الألعاب، لافتًا إلى أنَّ بيت العائلة يتميَّز بتجمّع جميع الأفراد بعد صلاة العيد على طاولة الإفطار، التى تُقدَّم فيها الأكلات الشعبية، مثل الخنفروش والكبدة ومختلف أنواع الأجبان والعيش، وعن تأثير العادات الاجتماعية على مظاهر العيد، قال: يجب أن نعترف أنَّ للزمن والتطور تأثيره الكبير»، وبيَّن أنَّ واقع الحياة وتوسّع المدن وتطورها أصبح بشكل أسرع، حيث أصبح أفراد المجتمع يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في المعايدة، كما أنَّ الاجتماعات الأسرية أصبحت أقلَّ منها في السابق، مؤكدًا على أنَّ الحياة في الحارة كانت أجمل بكثير من حياة الأحياء الراقية حاليًا، مُضيفًا: إنَّه حينما يتذكر عيد زمان يحن إليه كثيرًا، فالعيد كان جميلا،كما أنَّ طريقة الحياة كانت ترتبط بالمباني القديمة المبنية من اللَّبِن والطِّين وبعضها من العشيش التي كان أفراد المجتمع يسكنون فيها.
العشر الأواخر
ولفت إلى أنَّ الناس كانوا يستعدون للعيد منذ العشر الأواخر من شهر رمضان، وفي ليلة العيد كانوا يهنئون بعضهم البعض، حيث كان لكل شيء حكاية فرح.