• نحن أمام مشكلة حقيقية وضخمة وصعبة جدًا، ففلسفة الفشل قضية كبرى، وترويجه لم يَعُد مقبولًا إطلاقا في زمننا هذا، فالمتلقِّي لم يَعُد ذلك البسيط الذي يقبل (فشل) الآخر، الغبي بامتياز، والبعيد كل البُعد عن الجد والاجتهاد، والإخلاص والنجاح، الذي لم يَعُد يحتاج إلى دعاية، ولا إلى حملاتٍ إعلامية، بل بكل بساطة يستطيع المستهلك اليوم أن يذهب هو بنفسه للخدمة التي تُقنعه وتُحقِّق أحلامه، وكثيرة هي قصص النجاح، وكثيرون هم الذين وصلوا لأهدافهم من خلال تعبهم وإحساسهم بالمسؤولية، لكن المشكلة الحقيقية هي في أولئك الذين دمَّروا كل شيء، وفي مقدمتهم الإنسان الذي يعمل معهم من خلال صناعة الإحباط ومطاردته في كل الاتجاهات، والتي انعكست بالطبع على الخدمة المتردية التي يُقدِّمها، حتى أصبح الصراخ هو الصوت العالي من كل شيء، وهو شيء لا يُطاق، وألم أن تجد كل أدوات التواصل تحتفل في كل يوم بكل الأخطاء، وبالصوت والصورة، ليبقى التعب حقيقة لفشلٍ أعتقد أنه لن ينتهي في ظل سوء الإدارة، وانفصالها عن الواقع. إدارةٌ كل همّها البقاء، حتى ولو كان بقاؤها على حساب الوطن..!!!
• نحن بالفعل أمام مسألة يُفترض أن تُحل بقراراتٍ عاجلة، تُحَاسِب كُل مَن يكذب ويلعب ويتلاعب على الوطن من خلال أخبار كاذبة همّها فلسفة وتجميل الفشل وتمريره بأسلوبٍ رخيص، وكذب متعمَّد، ومَن يُصدِّق أن يُقنعك فاشل بحكاية فشله، وهبوطه من الأفضل إلى الأسوأ، الذي مكَّنه مِن أن يتخلَّى عن القمَّة.. إلى هنا والحكاية تلميح لواقعٍ مؤلم لم يعد بإمكاننا قبوله، لأننا نريد أن تكون مؤسساتنا وشركاتنا هي الأفضل في كل شيء، وهو حُلمٌ مشروع، علينا أن نتبنَّاه من خلال اختيار العقول التي تُتقن الإبداع لا أكثر..!!!
• (خاتمة الهمزة).. صدّقوني إن الكتابات الرصينة تبحث عن الناجحين لنشر قصصهم، لتُكافئهم على مُنجزاتهم، كما أنها تبحث عن الفاشلين لتُحذِّر مِن تردِّي خدماتهم، في زمنٍ، لا مكان فيه للأغبياء أبدًا.. وهي خاتمتي ودمتم.