إجازة هذا العام طويلة جدًا بالنسبة للطلبة والطالبات تحديدًا، وقد بدأت منذ نهاية شعبان المنصرم، أي فترة تقارب 4 أشهر حتى بداية العام المقبل تقريبًا. صحيح أن شهر رمضان انتهى بصومه وسهره وطبيعته التي أصبغناها عليه من سهر طويل في الليل ونوم ثقيل في النهار! لكن ماذا عن الفترة القادمة، وهي أشد وأنكى، وأطول وأدهى!!
وهي للشباب تحديدًا إشكالية كبرى، لأن البرامج التي يمكن أن تستوعب طاقاتهم قليلة ونادرة، وربما كانت للمحظوظين دون غيرهم. شخصيًا لم أر في صحفنا ووسائل إعلامنا شيئًا ذا بال، يمكن الاعتماد عليه مصدرًا لشغل الوقت فيما ينفع وما يجدي. والذي ينفع لا بد أن ينمي في الإنسان شيئًا: ماله أو بدنه أو عقله.
وتنمية المال تتطلب شيئًا من التنوير والمساعدة والتوجيه. تنوير بالفرص المتاحة، والمساعدة في الاستثمار ولو كان محدودًا، والتوجيه نحو سبل النجاح، ولو كان قصيرًا. وقبل ذلك تتطلب عزيمة وهمة وجلدًا وصبرًا وشعورًا بأهمية الفكرة، وأنها ليست مجرد تسلية لإمضاء الوقت. ومن بعض الأفكار السائدة مثلًا التسويق المباشر أو عبر الانترنت لسلع أو خدمات تعود للغير أفرادًا أو مؤسسات، مقابل عمولات متفق عليها. ولأن التسويق المباشر مهمة ليست سهلة، فهو عبر الإنترنت أسهل وأوسع وأشمل، وإن كان بعضها يستلزم تسويقًا مباشرًا خاصة الخدمات المتقدمة.
وأما تنمية البدن، فهي من الخدمات الجيدة التي يقدمها الشخص لنفسه، إذ لا خلاف على أن غالبية كبرى تعاني من اختلال في الأبدان من أهم صوره البدانة وزيادة الأوزان وضعف اللياقة وسوء التغذية والسهر المرهق والترفيه غير المنضبط. وتلكم مهمة شاقة لا يقوى عليها إلّا أصحاب الهمم العالية لأن النفس تهوى الكسل، وما أدراك ما الكسل.
وأما تنمية العقول، فميدانها القراءة الجادة والكتب الرصينة والمواقع الإليكترونية المفيدة. ولتحقيق ذلك لا بد من برمجة راشدة للوقت والتزام بها ووضع خطة جيدة لاختيارات جيدة يستفيد منها القارئ تنمية لمهارة أو تطويرًا للذات أو استغراقًا في بحور من الأدب أو لطائف في التراث.
طوبى لمن أحسن استغلال صيفه الطويل.